هاجت وراجت مشاعر وأحاسيس الشارع الرياضي اليمني عقب الخسارة الأخيرة " المدوية " للمنتخب بسداسية نظيفة من دولة قطر الشقيقة ، فاختلطت معها التعليقات وتباينت " الرؤى " واختلفت ردود الأفعال بين مستاء يطالب بالقصاص من رأس هرم القيادة الرياضية في بلادنا وتقديمه على طبق الاعتذار كفدية لمسح أذناب العار مما قد نشب من دمار ، وبين مكلوم فاضت مشاعره الجياشة فمس الجهاز الفني بقيادة النعاش ودغدغ وتر مساوئه وأستفرد بذكر ضعفه وسوء طالعه ، غير أنها وجميع تلك الصرخات صبت في خانة الاستياء العادي وفق الظاهرة الصحية التي ترفض مبدأ " الانهزام والإنكظام " بحكم أننا شعب رياضي عاشق وولهان ، يتنفس كرة قدم ويشرب من كأسها حد الثمالة. عن نفسي غضضت الطرف عن ذلك تماماً وتركت سحابة الغضب تمر بسلام فلم أخض فيها مع الخائضين ، ليس لعدم شعوري بالمسؤولية اتجاه ما حصل ، وليس لان ذُل " السداسية " وبالكيفية العبثية تلك لم تكن كافية لتحريك قيد أنملة من شعيرات قلبي الصغير الذي لا يتحمل ، ولكني نظرت لها من زاوية مغايرة تماماً تعتمد بمضمونها الوقوف على المعطيات المطروحة سلفاً وأنفا ، عوضاً عن البحث خلف مفردات المهانة التي ترافقنا دائماً وأبداً ، فبالله عليكم هل هنالك من كان فينا يعتقد جازماً أو حتى يظن أننا قادرين على الفوز على المنتخب القطري داخل أرضة بين أنصاره وجماهيره بوضعيتنا الحالية المزرية !؟ ، فكل ما كان موجود أماني مشروعة وأحلام موجوعة مربوطة بواقعنا الأليم ، فلا نكذب على أنفسنا ونجمل أعذارنا بل نضع النقط فوق الحروف. حقيقةً كنت أتمنى أن يخرج لنا من بين تلك الأصوات المتعالية المنكرة للهزيمة من يقف على وضعية البلد في السنوات الأخيرة ويتطرق إلى ذكرها ، ويوضح اختلال التوازن بين كافة الجوانب الحياتية وربطها بالجانب الرياضي الذي يندرج في سياق المنظومة الواحدة التي تستند عليها ويستمد منها نهج وسياسة وطن ودولة ، مع وضع مقارنة بسيطة مع أفقر الدول المجاورة لنا التي تشهد حركة تطور ، لدراسة نهضتها وسبل تطورها. طبعاً قد يُفهم كلامي بالخطأ فأنا لا أداري مساوئ اتحاد " العيسي" وعبثية دحرجته للكرة اليمنية التي غالباً ما ترتقي إلى تحت وتصعد مراراً إلى أسفل ،ولا أخفي كذلك ضعف إحداثيات الجهاز الفني للمنتخب بقيادة النعاش وتبعيته المعهودة بل وحدوتته المستمرة المملة كتوم وجيري مع فلته زمانه " الحذق" عبد الوهاب الزرقة مدير التصريحات وملك الفلاشات ،وما قد أفرزه هذا العدى من عدوى فيروسية خطيرة شكلت انقسامات واضحة في نواة ولاءات اللاعبين فيما بينهم حيث تاهت في سرداب المناطقية ضاربة بجسد وقوام المنتخب ولحمته عرض الحائط، ولكن إحقاقا للحق يجب إن نعلو بمنظورنا ونسمو بأفكارنا وننظر قبلاً إلى سياسة وتوجه الدولة اتجاه الرياضة اليمنية بشكل عام كقيمة بمعطيات ثابتة متكاملة ، وما لعبة كرة القدم إلا جزء لا يتجزأ من هذه القيمة ، ونأخذ أيضاً بعين الاعتبار المرحلة الصعبة التي نعيشها والتي أصبحت فيها الرياضة سياسة يتقاطبها الساسة للوصول إلى مآربهم ، وحتى لا نكون ظالمين في طرحنا ونقسوا على لاعبي منتخب " السكتة " الغلابى الذي يبحثون عن لقمة العيش ، يجب أن نعترف قبل كل ذلك أن ما عندنا وما نسميه رياضة أو لعبة كرة قدم ما هو إلا مرحلة من مراحل رياضة الهواة عند غيرنا في الدول الشقيقة .. وبس خلاص.
سامر سمير
منتخب السكتة .. لا تظلموه 2018