أصحاب الفخامة رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي،
رئيس الحكومة ووزراؤها،،
نتابع باستغراب وقلق التسريبات المنسوبة إلى رئيس مجلس القيادة، والتي أوردها الزميل أحمد الشلفي، بشأن استفسار فخامته من وزيري الدفاع والداخلية عن مدى جاهزية الجيش والأمن لخوض معركة تحرير صنعاء، وما نسب إليه من رد مفاده: "الجيش والأمن غير جاهزين".
إن تصريحًا كهذا – إن صح – يتجاوز مجرد موقف عابر، ويكشف عن رسالة مبطنة مفادها: لا نية لاتخاذ قرار الحسم العسكري، وإنْ توافرت الإمكانات.

والأخطر من ذلك، أن يُستخدم الجيش الوطني كذريعة للتهرب من مسؤولية القرار.
والحقيقة التي يعرفها الشعب جيدًا هي أن هذا الجيش ذاته هو الذي قاتل منذ 2014 بلا توقف،
وهو ذاته الذي وصل إلى تخوم صنعاء والحديدة، ولولا تفاهمات سياسية خارجية، أنتم أعلم بها من غيركم, لكان اليوم يرفع العلم الجمهوري في قلب العاصمة والميناء.
وإذا كان الحديث يدور عن عدم الجاهزية، فإن السؤال الحقيقي يصبح:
لماذا لم تتم إعادة الجاهزية خلال ثلاث سنوات من تشكيل مجلس القيادة؟
وإذا كانت المشكلة في توقف الميزانية التشغيلية (950 مليون ريال شهريًا)، وقبل ذلك الاستيلاء عليها فمن يتحمّل مسؤولية الصمت على ذلك؟ بعد ان بح صوت الجيش وهوا يصرخ ذلك .. ولكن لا مجيب
وهل يُعقل أن نلقي بتهمة العجز على الجيش، ونغض الطرف عن الجهات التي عطّلت تمويله وموارده؟
ما نعرفه – بمعلومات لا مجال للتشكيك فيها – أن الجيش الوطني في مأرب، وتعز، والساحل الغربي، والجوف، في أفضل حالاته منذ سنوات، تدريبًا وانضباطًا وتسليحًا.
أما السؤال الحقيقي، فهو:
هل أنتم – في القيادة – جاهزون سياسيًا وماليًا وأخلاقيًا لخوض هذه المعركة؟
وهل أنتم مستعدون لتقليص نفقاتكم وتوجيهها نحو معركة استعادة الدولة؟
هل أنتم على استعداد للعودة إلى الداخل وقيادة المعركة من الميدان، لا من المكاتب والفنادق؟
وإن افترضنا جدلًا أن الجيش غير جاهز، فإننا أمام بدائل واضحة للعيان.
القوات المرافقة للقيادة السياسية – من أطقم وألوية مدججة – تفوق في عددها وعدتها كتائب قتالية مؤهلة لخوض المعركة.
وقد رأى اليمنيون ذلك بأعينهم في مواكب بعض أعضاء القيادة، التي ضمت مئات الأطقم المدرعة.
أليس من الأجدى إعادة توجيه تلك القوة نحو المعركة بدل مرافقة المسؤولين؟
هل يجوز أن نخوض حربًا مؤجلة، بينما معظم القوة تتركز في حماية الموكب لا الوطن؟
أصحاب الفخامة والمعالي،
في سوريا تم تحرير مدن كبرى بقوة لا تتجاوز 20 ألف مقاتل، بينما لديكم أضعاف هذا العدد جاهزًا في الداخل.
الجيش جاهز... المقاومة حاضرة...
وما ينقص المعركة ليس الرجال، بل القرار.
ولأننا نحترم تضحيات الأبطال ونقدّر حجم المسؤولية، نطالب اليوم بإجابتين لا تقبلان التأجيل:
1. هل القيادة مستعدة لاتخاذ قرار الحسم؟
2. هل الحكومة على استعداد لتأمين التمويل اللازم لمعركة التحرير؟
كل تأخير في الإجابة، هو مزيد من الجراح.
وكل مراوغة، هي طعنة في ظهر الوطن والشعب وتضحيات ودماء الشهداء والجرحى
فإمّا أن تقرروا، أو تُفسحوا الطريق لمن يملك الجرأة والعزم.