أخبار اليوم/ ترجمة خاصة
الإيميلات التي أرسلتها الحكومة الليبية هذا الأسبوع تظهر أروع ما عرفته وزارة الخارجية الأميركية في غضون ساعات بأن جماعة إسلامية إرهابية كانت تقف وراء هجمات 11 سبتمبر التي أسفرت عن مقتل أربعة أميركيين.
ربما أن هذه النقطة الحقيقية التي ستجبر الرئيس أوباما على تفسير سبب إصرار إدارته على أن سبب الهجمات كان فيديو معادي للإسلام وتقليلها بشدة لارتباط الإرهاب بهذا الحادث.
لكن وسط جهود وسائل الإعلام والكونغرس لكشف الحقيقة حول هجمات بنغازي، فإن هجواً آخر على بعثة دبلوماسية أميركية الشهر الماضي يستحق الالتفات إليه.
في 13 سبتمبر، اقتحم عدة مئات، ـ معظمهم من الشباب ـ مقر السفارة الأميركية في العاصمة اليمنية صنعاء، لقد تم اقتحام مقر السفارة، لكن تم إجلاء الموظفين الأميركيين. وخلال الاقتحام قُتل أربعة يمنيين، وفي نفس الوقت كانت هناك احتجاجات معادية لأميركا في تونس وباكستان ومصر.
مع ذلك كان من الواضح أن اقتحام السفارة في اليمن كان مُنسقاً تنسيقا جيداً، ربما من قبل واحدة أو أكثر من الميليشيات، وما يثير الكثير من القلق هو وجود ارتباط إيراني يشير إلى أن طهران توسع حربها الطويلة والهادئة على أميركا في جبهة جديدة.
كما أن الولايات المتحدة لا تستبعد تواطؤ محتمل لفصيل من الجيش اليمني موالا للرئيس المخلوع/ علي عبد الله صالح، الذي استقال من السلطة في فبراير الماضي في إطار عملية انتقال سياسي تدعمها الولايات المتحدة، فمنذ رحيله من السلطة، صار الجيش اليمني مُنقسماً وسط وجود تنافس على السلطة في هذا المجتمع القبلي، مع ذلك فإن المواليين لصالح ينكرون هذه الاتهامات.
خلال أشهر الاحتجاجات المناهضة للحكومة في عام 2011، تمكنت القاعدة في شبه الجزيرة العربية من السيطرة على عدة مناطق وسط اليمن، وقد حاولت القاعدة عدة مرات تنفيذ هجمات ضد الأراضي الأميركية وربما كانت وراء عملية الاغتيال الأخيرة لضابط أمن يمني يعمل في السفارة الأميركية في صنعاء.
مع ذلك، فإن الجاني الرئيسي لعملية الاقتحام هم المتمردون الشيعة المدعومون من طهران، مصبوغة باسم قائدهم الراحل، فمنذ منتصف التسعينات وميلشيات الحوثي تقاتل ضد حكومة صنعاء المهيمن عليها السنة.
ووفقاً لمسئولين غربيين في اليمن، فإن إيران قدمت العام الماضي المساعدة لإحياء الحوثيين، ويقول المسئولون إن مقاتلي الحوثي ذهبوا إلى إيران ولبنان لتلقي التدريب، وتدفقت الأموال والأسلحة من إيران ولبنان إلى اليمن، كما أن للحوثيين قناة تلفزيونية فضائية، "المسيرة" تُبث من بيروت.
في يوليو الماضي قالت الحكومة اليمنية إنها اكتشفت شبكة تجسس إيرانية في صنعاء، هذه الأخبار نالت اهتمام السعوديين، الذين يقلقون من الجهود الإيرانية لإثارة الجماعات الشيعة في البحرين واليمن والأهم من ذلك الشيعة في المملكة نفسها.
إن إستراتيجية طهران في اليمن تعيد الذاكرة إلى لبنان في ثمانينات القرن الماضي عندما دفعت إيران بحزب الله إلى ما أصبح يظهر اليوم كقوة سياسية رئيسية في لبنان.
ظهر الإرهابيون المدعومون من إيران على الساحة بقصف السفارة الأميركية وثكنات المارينز في بيروت، فإذا كان الحوثيون في المقدمة الشهر الماضي، فإن القيادة والسيطرة تُدار مباشرة من طهران.
الحكومة اليمنية المؤقتة تصارع انتفاضة انفصالية مسلحة في الجنوب. ووفقاً لدبلوماسي غربي في صنعاء فإن أحد زعماء تمرد الجنوب يعيش في بيروت وقد حاول بناء حركة موالية لإيران في الجنوب.
الحوثيون والجنوبيون هم جماعات منفصلة بأجندات مختلفة إلى حد ما، لكن ربما تسهل إيران الشراكة بين المجموعتين، وكذلك يمكنها الوصول إلى تنظيم القاعدة. فجميعهم لديهم هدف واحد مشترك وهو "إسقاط الحكومة الموالية للولايات المتحدة في صنعاء".
وقال دبلوماسي غربي: "على الرغم من حقيقة أنهم على طرفي نقيض من الطيف الديني، فإن القاعدة وإيران ستتعاونان، هناك مؤشرات على أن إيران تساعد القاعدة من خلال محاولتها إقامة علاقات بين القاعدة في شبه الجزيرة العربية والحوثيين والمتمردين الجنوبيين".
وبينما تدعم الولايات المتحدة حواراً وطنيا لتحقيق الاستقرار في اليمن، فإنها كذلك تشن حملة ضد القاعدة في شبة الجزيرة العربية بطائرات بدون طيار، وكلاهما أهداف جديرة بالثناء.
وحتى الآن ظهرت طهران على أنها تمثل تهديداً جديداً لمستقبل اليمن وتقاتل الولايات المتحدة من خلال وكلاء الإرهاب، فيمكن للكونغرس أن يبحث عن المزيد من الإيضاحات حول خطط إيران من خلال إجراء تحقيق في الهجوم على السفارة الأميركية بصنعاء.
*صحيفة وول استريت جورنال الأميركية
صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية
هجوم آخر على السفارة 9463