التعرض للمملكة العربية السعودية بالتهديد أو المساس بأمنها مدانٌ ويجب أن يُدان من الجميع. واليمن، بحكم تاريخه وموقعه، يدرك أكثر من غيره أهمية استقرار المملكة وتماسك وحدتها، باعتبار ذلك جزءًا لا يتجزأ من أمنه القومي.

صحيح أن هناك خلافات سياسية مع الأشقاء في السعودية حول إدارتهم للملف اليمني، خاصة فيما يتعلق بغياب مبدأ المصالح الاستراتيجية المتبادلة بين البلدين، لكن هذا لا يمكن أن يكون مبررًا للتردد في إدانة أي تهديد يستهدف المملكة.
لذلك، نكررها ونؤكدها: بقاء اليمن مختطفًا من إيران ومليشياتها يمثل أعلى درجات الخطورة على الأمن القومي للمنطقة والإقليم بأكمله.
•• الموقف من السعودية.. بين الدعم والنقد
من هذا المنطلق، نجدد إدانتنا لأي محاولة للمساس بسيادة المملكة وتهديد أمنها القومي، ونؤكد أن استقرار السعودية هو استقرارٌ لليمن. لكن في الوقت ذاته، ندعو الأشقاء في المملكة إلى إعادة النظر في سياساتهم تجاه اليمن، بما يضمن رعاية المصالح المشتركة لكلا البلدين.
لأن استمرار احتلال اليمن من قبل مليشيات إيران، أو أي قوى أخرى، سيحوّله إلى قاعدة تهديد للأمن الإقليمي، سواء لصالح المحور الإيراني الفارسي أو للمطامع التي باتت تتكشف من قبل الاحتلال الصهيوني "إسرائيل".
•• رفض التهجير.. وضرورة معالجة التداعيات
نثمّن موقف المملكة الرافض لتهجير الفلسطينيين، لما يشكله ذلك من تهديد مباشر للقضية الفلسطينية وأمن المنطقة ككل. وفي هذا السياق، نؤكد أن سياسة التهجير التي يتعرض لها ملايين اليمنيين – سواء بسبب الاحتلال الإيراني وعدوان مليشياته الحوثية، أو بسبب انتهاكات بعض التشكيلات العسكرية التابعة للتحالف في الجنوب – مرفوضة تمامًا، وتُعد جريمة حرب.
إننا نشدد الأشقاء في المملكة بضرورة التعاطي مع هذا الملف بجدية، نظرًا لما يمثله من خطرٍ على الأمن القومي للمنطقة، وفي المقدمة أمن السعودية ذاتها.
•• الاستقرار يبدأ بتحرير اليمن
الاستقرار المنشود للمنطقة والإقليم لن يتحقق ولن يُستدام إلا بتحرير اليمن من الاحتلال والهيمنة الإيرانية. فاليمن المستقل هو الضامن الحقيقي لأمن الخليج والمنطقة، وأي تراخٍ في هذا الملف سيجعل اليمن ساحةً مفتوحةً لاستغلال القوى الإقليمية والدولية، بما يهدد مستقبل الجميع.