ما كان أغنى البيت الهائلي الجميل أن يقعوا في منصب محافظ تعز وأن يقدموا أنفسهم طرفا في معادلة سياسية "بيت الثورة و النظام القديم"، وما كان أحراهم لو أنهم ارتقوا في تطلعاتهم إلى حيث الوقوف مع الوطن ومع الحالمة بدلاً من البحث عن مفترق طرق مع آخرين من أجل آخرين وانتقائية في التصرف والاختيار والعزل الذي يشكل بالنسبة لهم موقفاً حساساً هم في غنى عنه، نظراً لما يتمتع به هذا البيت العريق مالياً من احترام كافة القوى الاجتماعية، وهو أمر يدركه بيت هائل جيداً ولديهم من القدرة على الرؤية ما يجعلهم يدركون معنى خلق مناخات مع وضد هذا البيت الجميل، سيما وأن الازدهار والربحية الاقتصادية تفرض اتباع سياسة الوقوف في المنتصف من الفرقاء لا العمل مباشرة منذ أن تولى الأستاذ شوقي - محافظ تعز- على مخاصمة تطلعات أبناء المحافظة واتخاذ الموقع للتعبير عن موقف لا يتناسب مع ما هو منتظر من هذه القلعة الاقتصادية..
وإذاً لقد كانت تطلعات أبناء المحافظة لهذا المنصب أن يكون منطلقاً للملمة جراحات ونزيف وتجاوز رهانات التفرقة والانقسام، لا أن يزيد الطين بلة وتخلق القرارات الجديدة للمحافظ الجديد مزيداً من التعالي على الواقع والرهان على الخطأ، ليجد البعض أن المحافظ السابق كان أرحم من الحالي.. والواقع أن التباينات التي اشتغل عليها وضعته في موقف لا يحسد عليه ليجر خصومات، ليس له أن يأتي عليها.
وهنا لابد من القول كنصيحة لهذا البيت المالي الكبير أن عليه أن يترفع عن المفارقات وأن يشتغل بحب مع التعايش ومع كل الأطراف دونما تغليب هوى على هوى وإدارة الظهر للثورة الشبابية في الساحات وهي تاريخ نضالي تعتز به تعز حقيقة، حيث أكد الشباب أن محاولة التنصل عن تاريخ يعتزون به هو قهر لتطلعات وتنكر لتضحيات وعمل مدان سلفاً ما لم يقف على الأقل المحافظ في الوسط من التباينات وينأى بالبيت الهائلي الرائع عن الوقوع في مصيدة ما يرغب به الآخرون ويعملون من أجله..
وهنا نؤكد أن التاريخ جدير بأن يدركه ويعمل من أجله وطنياً من نعلق عليهم آمال ولم يكونوا في مسيرة حياتهم الاقتصادية إلا منحازين لوطن ومغلبين مصالحه على ما عداها.. والأولى إذاً أن تكون أجندة الثورة الشبابية السلمية ماثلة في ذهنية المحافظ ويشتغل عليها بدلاً من التعامل معها بنظرة فو طبيعية، فهذا أمر بات محل استنكار الساحات الشبابية على مستوى الوطن كله، خاصة وثم تغيير لمدراء واضح فيها الانتقائية والتعسف والمحاباة للنظام السابق وهو ما خلق نظرة غير جيدة لدى الشباب مازال بمقدور المحافظ أن يرممها وأن يدرك أهمية كل خطوة يقدم عليها، فليس سوى الوطن يحتاج الإخلاص له وليس غير التاريخ ينتصر له الإنسان وهذا ما يعول عليه الجميع للانطلاق بالمحافظة إلى آفاق رحبة متجاوزة ما يراد لها الوقوع فيه والدخول إليه، ولكن ليس قبل الوئام والتعامل مع ساحات التغيير بمسؤولية ونظرة تتعادل مع الطرف الآخر وهو أقل ما يجب أمام تحديات ليست هينة تواجهها المحافظة من فلول نظام مازال يراهن على ثارات معها ويتعامل معها بعجرفة وضيق.
لعل المحافظ بكل الجديد الأستاذ/ شوقي، يدرك ذلك جليا ويدرك مكامن الاختلالات وعليه ردمها لا توسيع الفجوة وتحدي ساحات الوطن والتعامل خارج منطقة التكافؤ، ونحن بثقة نقدم نصيحتنا ونقدم نبض الساحات ونبض الشارع الذي على البيت السعيد أن لا يخسره كمستهلك وكرأس مال مستقبلي، والأولى إذاً فهم الأبعاد وإيقاعات الشأن اليمني بصورة جيدة.
المحرر السياسي
لماذا يدير البيت الهائلي ظهره للساحات؟! 9694