مثل ما هو متوقع سلفا، عطف منتخبنا الوطني سجادة مشاركته في خليجي المنامة سريعا، حاملا في حقيبته ثلاث هزائم على التوالي وعلى التوازي، بدون تذوق لطعم الأداء، وبدون لون مشرف وطابع مميز، لا تكتيك لا تكنيك، لا تسليم ولا استلام، لا مهارة ولا شطارة، لا جمل فردية أو جماعية، ولا حتى لرائحة هدف كنا نتمناه ونطمح إليه، على الأقل حفاظاً على اللقب الأخير "أبو هدف" منذ آخر هدف في خليجي عشرين، بل وغادر منتخبنا "كالعادة" من الباب الضيق، خالي الوفاض صفر اليدين والرجلين، محملاً أعباء الخسائر والهزائم، في صورة مكررة طبق الأصل ومستنسخة من كل بطولة ومشاركة خارجية.
لا أخفيكم أنني شعرت بالحزن والأسى وذابت الغصة في فمي، وأنا متسمر أتابع المنتخب يخسر المباراة تلو الآخرى وتهتز شباكة بكل الطرق وبشتى الأساليب، وحزني هنا ليس على حال كرتنا اليمنية وحال منتخبها الركيك و"الممرمط" بين سيقان المنتخبات الأخرى والذي سبق وتحدثنا عنه مرارا وتكرارا (أنه لن يذهب بعيدا في هذه البطولة) وحسب، وليس لسذاجة مدرب "غفلة" يرى نفسه "مورينهو زمانة" عبث بمشاعرنا ومارس سياسة التصريحات والاستهبال بالعقول التي يجيدها بإتقان، بل على حال لاعبي المنتخب المغلوب على أمرهم الذين يقعون دوما ضحية لمراهنات ظالمة مع لاعبي المنتخبات الأخرى، ومن حماقة منظومة كروية رياضية مازالت تعيش في سبات تام، لم تفق بعد لتعي أن كل كرات العالم من حولنا، "انتفخت" بأرزاقها وتغير حالها ومآلها، باستثناء كرتنا اليمنية المهترئة المثقوبة من كل الجهات، حيث لم ولن يعد ينفع معها الترقيع والتلميع.
خلاصة الكلام.. هرمنا!!، فلا مزيد من التبريرات، كون زمن "أسطوانة" الأعذار القبيحة قد ولى وانتهى، ولم يعد هنالك من لا يزال قادرا على أن يهضم جرعات جديدة من الفشل الذريع، أو أن تنطلي عليه حيل جديدة لبعض الأبواق الدعائية المجملة لأوجه فساد منظومتنا الكروية، بل حان الوقت والفرصة مواتيه الآن بان يكون هنالك تحرك عاجل وسريع بموقف إيجابي وبردود أفعال تتناسب وتتلاءم مع ما يخدم مصلحة الكرة اليمنية، بإخراجها من مستنقع الحضيض الذي تعيش فيه، واستئصال مكامن الفشل الدائم، ما لم فإننا سنظل مثلما نحن أضحوكة وملطشة للذي يسوى واللذي ما يسوى، وبس خلاص!!.