بالأمس القريب اكتست محافظة أبين الباسلة بحلة العروس، وتزينت بأسمى صورها لاستقبال الحدث الأبرز ( خليجي 20)، احتفلت فيه واحتفلنا معها بيوم بهيج غير مشهود، رقصنا فيه على أنغام تشييد استاد الوحدة الدولي، أكبر صرح رياضي شهدته اليمن وأجمل الملاعب اليمنية على الإطلاق، صرح عظيم وملعب تحفة من حيث المواصفات الفنية والتصاميم الذي نعده مكرمة غالية وهبة جميلة لرياضة أبين ومحل فخر كل أبنائها المهتمين والمتابعين، ومن أعظم منجزات الوحدة، حيث تبلغ كلفته الإجمالية (12 مليار ريال)، ويتسع لما يقارب (30 ألف) مقعد قابلة للزيادة، الملعب الحدث الذي تم تصميمه على المواصفات العالمية من حيث المخططات المعمارية والإنشائية والإلكتروميكانيكية، ووضعت له شروط السلامة العالمية، تبلغ المساحة الإجمالية التي يقع عليها الملعب والخدمات الأخرى التابعة له والمساحات الخضراء المحيطة به (مليون متر مربع)، منها المساحة المخصصة للملعب والتي تقدر بحوالي (40.000م2)، كما يحتوي على (16) مدخلا مباشرا للمدرجات، إضافة إلى (12) درجا اضطرارية كخدمات للسلامة، ويحيط بالملعب مواقف للسيارات وغيرها من الخدمات تتسع لحوالي (3000) سيارة، على مساحة تقدر بحوالي (30.000) متر مربع، حيث قسمت المداخل إلى الملعب والمدرجات إلى مجموعات منها ثمانية مداخل رئيسة مزدوجة، أما المدرجات فقد قسمت على شكل تجمعات محاطة بدربزينات، مع وجود حركة جانبية مستقلة لكل مجموعة، كما يحتوي الملعب على قاعات ذات مساحات كبيرة للمحاضرات والمعارض الدولية، ملعب الوحدة يبعد 40 كم عن نقطة العلم الفاصلة بين محافظة عدن وأبين (المؤدية بعدن إلى موقع ملعب الوحدة الدولي) جوار مدينة الصالح وحرم جامعة أبين والذي يمثل معلما معماريا وإنشائيا بديعا نفذته أيادٍ وخبرات يمنية (100 %)، وفي زمن قياسي جدا.
تخيلوا معي كل ذلك ينتهي بلمح البصر وبغمضة عين، حيث لم يلبث سوى عامين ليصير خرابا، حاله كحال الكثير من منشآت أبين الرياضية التي أضحت خراب وركام وذكرى زمن يجول في وجدان الأبينيين البؤساء، المكلومين بمرارة حرب توّجع منها القاصي قبل الداني، لنتباكى عليه مثل ما بكينا مرارا وتكرارا على حال ووضع المحافظة الذي لا يسر العدو فما بالك بالحبيب.
هذه الصور لاستاد الوحدة الدولي بأبين، ويظهر فيها آثار الدمار الكبير الذي حل بالملعب ونال من كل ما هو جميل فيه، بصورة أخرى مؤلمة مؤسفة تنذر بانحطاط خطير يدق ناقوس الخطر على مستقبل رياضة محافظة أبين بعد الحرب التي (دامت عام ونيف)، ويفتح بوابة من التساؤلات (بمصراعيها) بعد أن أضحت أبين ورياضتها بأنديتها ومنشآتها في منعرج السقوط، والانحدار ، الأمر الذي يتطلب تدخل عاجل وسريع ويتضمن وقفة جادة تستوجب التفاف عاجل وشامل من كل الأطراف، في التعامل مع ما حدث لمحافظة أبين بشكل جاد، وإخراجها مما هي فيه أكان أمنيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا وصولا للجانب الرياضي الذي نتحدث عنه في هذا المقام، وهنا أوجه دعوه للأخ المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، والإخوة في حكومة الوفاق وفي ووزارة الشباب والرياضة والسلطة المحلية بالمحافظة وقياداتها وأصحاب رؤوس الأموال بالمحافظة بالالتفات لأبين وأخذ ما حصل لها بعين الاعتبار، كما أتمنى من القائمين على رياضة أبين وهنا أخص بالذكر مكتب الشباب والرياضة بالمحافظة استشعار المسئولية الكبيرة الملقاة على عاقتهم، والعمل على بذل المزيد من الجهد في إخراج رياضة أبين مما هي فيه الآن.. وبس خلاص.