من الطبيعي ومثل ما هو معلوم أن ثمار النجاحات في أي نشاط كان لا يأتي أكلها من فراغ، وليست بمحض الصدفة أو بضربة الحظ بل يأتي حصادها محصلة عمل متواصل ودؤوب وجهد مبذول يسبقه تخطيط سليم ودراسة مجدية لمتطلبات العمل، ولعل الاستمرار برتم النجاحات نفسه ومعانقة التفوق باستمرار مع الحفاظ على الوتيرة نفسها ما هو إلا دليل قاطع على أن خلف كل هذه النجاحات إدارة واعية فاهمة تدير عجلة العمل بشكل سليم وتبذل الجهد الوفير لتذلل كل الصعوبات.
طبعا لن أسهب في حديثي عن المنظومة الإدارية الناجحة التي نعاني من تواجدها كثيراً في مجتمعنا الرياضي، وسأختزل كلامي في من ينطبق عليه هذه الكلام تماماً ويستحق الحديث فقط، وهو اتحاد الكرة فرع عدن برئاسة المهندس الكابتن محمد حيدان الذي يواصل المضي قدماً بخطى ثابتة، ويجدد علاقته الوطيدة التي يتصل بها دوما بالتفوق والنجاح ويرسم أسمى صور العمل الإداري النموذجي، والحقيقة التي تقال ولا يمكن حجبها أن هذا الفرع والذي معظم قياداته من العناصر الشابة يستحق الإشادة والتقدير لما يبذله من جهود أثبت بها علو كعبة ومكانته المميزة بين الفروع، أكان من خلال تفعيلة لمسابقات الفئات العمرية التي ينظمها دائماً ويشرف عليها بنفسه (لما تلعبه هذه المسابقات من أهمية كبرى ودور مهم جداً في صقل المواهب وتطويرها بما يعود بالنفع مستقبلاً على الكرة اليمنية) أم من خلال الفعاليات التي تندرج ضمن مسابقات اتحاد الكرة العام (درجة أولى ، ثانية ، ثالثة) والتي يديرها باقتدار ويحسن التعامل معها فنيا وأمنيا ويخرج بها دوماً إلى بر الأمان، ولعل إدارته لمنافسات أندية الدرجة الثانية تجمع عدن في الموسم الماضي وقت الأزمة الأمنية التي عصفت بالوطن والتي ضمت عشرين نادياً من أندية الجمهورية كانت كفيلة بإيضاح وإبراز عمل قيادة هذا الفرع الناجح.
مؤخرا نجح "الفرع" وبشكل ملفت في احتضان مباريات أندية الدرجة الثالثة تجمع أندية عدن وأستطاع أن يديرها بشكل سليم دون مشاكل، ولم يقف عند هذا الحد وحسب بل جسد لنا خلال هذه الفعالية صورة جميلة ورائعة - قلما نشاهدها - حيث قام بتكريم حكام تجمع "عدن" الذي قدموا مستوى طيبا وجيدا في البطولة، كما قام بتكريم فريق نادي سمعون بطل تجمع عدن لدوري الدرجة الثالثة، الأمر الذي لاقى استحسان الجميع خصوصا أن تكريم الفريق المتأهل كبطل للتجمع لم يكن مسبوقا من قبل ولم يكن مندرج ضمن لائحة التكريم الخاصة بالاتحاد العام لكرة القدم، ولكن لأن قيادة الفرع ومثلما عودتنا دائما أن تضع نفسها في المقدمة وأن تكون في الموعد وعند الحدث، أبت إلا وأن ترسم لنا لوحة جميلة في القيم والمبادئ النموذجية التي يجب أن يحتذى بها.
صراحةً أعجبت بعمل هذا الفرع النموذجي الذي يستحق الثناء والإشادة وأعجبت به كثيراً عندما تقربت منه أكثر والتمست بنفسي مدى حرص طاقمه الشاب على المضي قدما في طريق النجاح رغم شحة الإمكانيات المتوفرة، وزاد حجم إعجابي عند شعوري بحجم المسئولية وبقدر الدعم الذي يقدمه هذا الفرع لأندية عدن وللاعبيها ولحكامها، والذي أتمنى أن يستمر هذا الدعم والجهد والنشاط الذي يكتبه لنا هذا الفرع بقيادة رئيسة مهندس الكرة الأخ محمد حيدان وأمينه العام الأخ أحمد الحسني "الدينامو المحرك" ومشرفه الفني الرائع الأخ علي صالح، وهنا أجدها فرصة لأوجه دعوة للفروع الأخرى "الخاملة" أصحاب الفعاليات القرطاسية والبطولات الساندويتشيه من أن يحذوا حذو هذا الفرع النموذجي وأن يجعلوه أنموذجا ومنهجا لهم للاستفادة.. وبس خلاص.
سامر سمير
أنموذجية فرع يستحق الأشادة 2000