كنت أحاول جاهداً أن أجد ولو سبباً واحداً وجيهاً يقنعني بحقيقة سر سكوت الحسانيين وصمتهم المطلق إزاء ما يحدث لناديهم "مؤخراً" واستمرارهم في هذا الصمت المزمن الذي بات عنواناً يسطر صفحات كل من يرتبط بالبيت الحساني العتيق، ولعل محاولاتي ذهبت عبثاً دون جدوى لمعرفة ما الدافع الذي يقف "دوماً" حائلا بينهم، ومن الدفاع عن عرضة المنتهك وشرفه المغتصب بعار الذل والمهانة منذ تباشير العام الماضي دون المطالبة ولو بأبسط الحقوق المتاحة!!، حيث توالت الأحداث الدراماتيكية بتسارع في اتجاه واحد فقط كان لبؤرة الانحطاط نصيب الأسد منها، تبوأ خلالها هذا النادي "بكافة ألعابة" مراحل لم يسبق له إن مر بها من قبل، جعلت منه ملاذاً آمناً وخصباً لإشكال عدة من السقوط والفشل الذريع، بمشهد غير مألوف لربما اختفى فيه المتغنون وصلاً بحب هذا النادي، حتى أنني أوجست في نفسي خيفة من أن يكون في الأمر شيئاً ما يمتد الى أكبر مما هو رياضي جعل من هذا السكوت منطقي وواقعي يلامس الحال التي تمر بها المحافظة بشكل عام وأبنائها على وجه الخصوص.
بحثت ملياً ولمرات عدة بعد أن جمعت مفاصل وخيوط المشكلة الحسانية طيلة المدة المنصرمة ووجدت نفسي متسائلاً حول حقيقة ما يحدث بالضبط!! أكان من عدم تفعيل دور الجمعية العمومية الغائبة عن المشهد الحالي ومواصلة انعدام أدوارها منذ تسعينات القرن الماضي الأمر الذي ساعد في ظهور مساحة عبث شاسعة للدخلاء والمتمصلحين (تحت الأطر السياسية) أم من انغماس رجالات ووجهاء هذا النادي في سديم المادة والأوراق الملونة (بشكل مفزع) مع بزوغ من يسمون أنفسهم (أبناء النادي) الذين ما أن وجدوا مغنماً ظهروا وانتشروا وما إن ينتهي اختفوا وولوا، ولعل الأيام القادمة كفيلة بكشف حقيقتهم وإيضاح ما تبقى من نواياهم السيئة التي صار يعلمها القاصي قبل الداني.
محور تساؤلاتي والذي يبقى مهما لجميع المتابعين هو (ما الذي يمنع الإدارة الحسانية الحالية - بشرعيتها المعدومة - حتى اللحظة من أن تنتفض من سباتها العميق وتهب لنصرة ناديها المغلوب بإعادة حقه المسلوب وفق السبل الشرعية الممكنة!!)، طالما وهي تنشد مواويل "ظلموني" وترقص على أنغام (لا تلوموني) على الأقل برفع قضية للمحكمة الإدارية ضد اتحاد كرة القدم برئاسة أحمد صالح العيسي ولجنة مسابقاته الكروية تطالبه فيها بإثبات شرعية انتقال (11) لاعباً من صفوف فريقها الكروي الى أندية أخرى، وتطالبه أيضاً - إيضاح كيف تم السماح لهم باللعب دون محضر وأوراق ثبوتية رسمية - دون إغفال جانب التحقيق خلف من تواطأ وساعد في هذه الفعلة مثل ما جاء على لسان رئيس النادي الأستاذ نصيب عوض في تصريح سابق نشر في المدة الماضية على صدر صفحات صحيفتنا الغراء "أخبار اليوم الرياضي"، (فالأمر لا يحتاج إلى الكثير سوى قليلاً من الجهد والثبات والتعاون).
ختاما مازلت آمل بأن يكون هنالك وقع ورد فعل قادم يكسر قوقعة السكوت تلك، مع أن المتأمل في حال الحسانيين الآن وإلى المرحلة التي وصلوا إليها يدرك جيداً أن المشكل الرئيس يكمن في ضعف أبناء فارس أبين أنفسهم قبل أن يكون من العوامل الخارجية المؤثرة إذ لم يعد هنالك من رجالات فارس أبين من هو قادر على الإمساك بدفة القيادة والإبحار بالسفينة لإخراجها الى بر الأمان - هذا ما قد وصلت إليه - فهل سنشهد بوادر لتدخلات حسانية تلوح في الأفق تعيد للنادي هيبته المفقودة، أم أن الصمت والخوف سيظل ملازماً للمشهد الحساني بحلقات أخرى جديدة " وهلم جرا".. وبس خلاص!؟.
سامر سمير
تساؤلات حسانية 2423