استغربت وربما قد يتوافق معي في حالة الاستغراب كثيراً من متابعي الشأن الرياضي في المدة الماضية وتحديداً في شهر رمضان المبارك ومتتبعي منافساته الكروية التي تجذب شريحة واسعة من الشباب الرياضي والهواة - على حداً سوا - إلى الدوريات الرمضانية بما فيهم لاعبي أنديتنا، وتبرز حالة الاستغراب عند ملاحظتي انغماس بعض لاعبي المنتخبات الوطنية وانخراطهم وتفاعلهم في بطولات ودوريات الحواري الرمضانية بشكل لا يتقبله عقل ولا يستوعبه دماغ، وتعاملهم مع تلك وكأنها بطولات رسمية تستوجب حضور وتفاعل إيجابي لإثبات الأحقية، حتى أنني أعرف شخصياً بعض اللاعبين من يلعبون في أوقات الصباح والعصر والمساء وما قبل السحـور، ويواظبون على ذلك بشكل يومي في وضعية مؤسفة جداً لا تدل على وعي رياضي ثقافي أو مرحلة النضوج الكروي، متناسيين إن من مثل هكذا أمور قد تسبب في تقهقر جاهزيتهم البدنية والذهنية وتجعلهم أكثر عرضة للإصابات مما قد يعجل في نهاية مشوارهم الرياضي، وهنا نتساءل عن موقف اتحادنا الكروي إزاء هذه الظاهرة التي لم تكن وليدة اللحظة وعن كيفية التعامل معها في قادم الأيام.
استغراب نردفه بتساؤل عن تصرف الاتحاد غير المدروس في إعطاء لاعبي المنتخب راحة مفتوحة غير محددة بعد المشاركة الأخيرة لمنتخبنا الوطني في بطولة كأس العرب الأخيرة بجدة في المملكة العربية السعودية، دون وضع أي اعتبار لتبعات الراحة غير المرسومة المعالم وتأثيرها السلبي على جاهزية المنتخب الفنية والبدنية أو حتى الذهنية وما قد يخلفه ذلك من انتكاسة سريعة قد تعصف بما وصل إليه المنتخب بقيادة الوطني سامي النعاش من جاهزية وتحضير.
عن نفسي كنت أتمنى أن يعي من هم على اتحادنا الكروي خطورة الوضع والوقوف على مسألة دوريات الحواري الرمضانية وغيرها من الدوريات غير المجدية بشكل حازم جداً حتى أن أضطر الأمر إلى فرض عقوبة على اللاعبين المتورطين، أو أن يتم تلافي ذلك بإقحام الفريق في معسكر إعدادي للحفاظ على الجاهزية وإبقاء لاعبي المنتخب في جو المنافسات، لكن ما كل المطالب بالتمني، ولاحياه لمن تنادي ... وبس خلاص ..مني ، ولاحياه لمن تنادي.. وبس خلاص.
سامر سمير
الثقافة الغائبة 2558