لم يعد هنالك أحد في الوسط الرياضي من لايزال محتفظاً في مخزونة "الفكري" بذرة اقتناع وحيدة، تجعله موقناً بأن الطريقة التي تُدحرج بها كرتنا اليمنية من قبل القائمين على الاتحاد العام لكرة القدم وإدارته لشئونها، تعد صحيحة وسليمة خالية من الشوائب والأمراض، إذ أصبح الجميع يدرك حقيقة أن النهج الذي يسلكه هذا الاتحاد، ويتعامل به في إدارة شئونه لم يعد صالحاً للاستخدام، بعد أن ارتبط بشكل وثيق بمراتب عدة من الفشل، وبمراحل وأعوام متتالية ومتوالية، حتى بات جزء لا يتجزأ منه، فلم يغير من واقع حال كرتنا التعيسة منذ قدومه إلى الواجهة "شيئا"، غير إنه نقلها من السيئ إلى الأسوأ، وتقدم بها إلى الخلف وارتقى بها إلى الأسفل!!.
المتأمل في أفعال لجنة المسابقات لهذا الاتحاد يدرك جيداً معنى هذا الكلام، ويعرف أننا وصلنا إلى مرحلة متطورة من الفشل الذريع "والاستهبال بالعقول" يصعب علينا أن نتجاهلها أو نتغاضى عنها أو حتى السكوت عليها، كون ذلك يعد مسخرة تدعوا إلى الاستهجان لا تقبل أي مساومات أو مسكنات موضعية بل تتطلب إلى التدخل جراحياً "إن لزم الأمر" لبتر الجزء المصاب من جذوره إلى أطرافه.
كلامي هنا ليس محض افتراء أو ادعاء، ولكن من واقع تتبعي للإحداث التي سُردت أمامي طيلة السنوات الماضية بقصص وحوادث كثيرة، وفواجع منها ما يجبرك على الضحك إلى حد القهقهة، ومنها ما يلجم الفم مع نزول الدموع وكلاهما مر كالعلقم، حتى أضحت كل تلك الأحداث "ماركة مُسجلة" باسم اتحادنا الكروي، الذي ما أن يلبث كل موسم في أن يقدم لنا "حدوته جديدة " وبإبطال جدد، ولنا ما حدث في جولات المدة الماضية، وتحديداً قضية مباراة وحدة عدن والأهلي التعزي التي سقطت فيها لجنة المسابقات "أكبر دليل"، بعد إن أقدمت على تأجيل المباراة لأجل غير مسمى بدون "أسباب مقنعة" يمكن أن نتقبلها، فمرت ملامسة لمعاناة لاعبي الفريق الوحدوي المعتكفين عن اللعب بسبب مطالبتهم لمستحقاتهم، وحقيقة الأمر يقول إنها جاءت خاطر عيون الأخ الشقيق "عيدروس العيسي" رئيس نادي وحدة عدن الذي لم يستطع ضبط أوضاع لاعبيه، حيث شرعوا في الانقطاع عن الحصص التدريبية مطالبين بحقوقهم، ولأنه ومثل ما يقال ( الأقربون أولى بالمعروف)، تم تأجيل المباراة بمكالمة هاتفية (لا تتعدى الدقائق) من الأخ الأكبر إلى الأصغر في صورة غيبت فيها اللوائح التي طالما كانوا يتغنون بها مراراً ويتشدقون بها تكراراً.
حادثة كانت تستوجب أن تقف عندها الفرق الأخرى "المتفرجة" بحزم، وأن تتدخل مسرعة لإيقاف تصرفات لجنة المسابقات التي تكيل بمكيالين، وغدت أضحوكة لجنة (مرافسات شرعية لا أكثر)، على الأقل الاعتكاف عن اللعب حتى تتضح حقيقة هذه اللوائح والنظم التي تظهر وتطبق تارة وتغيب في أوقات أخرى "كثيرة" حسب (الطلب والمقاس)، وحسب (القرب من مصدر القرار)، ولأن الدور الآن وقع على الأهلي التعزي "المسكين" الذي يحاول استعادة حقه المسلوب من النقاط بعد تعذر الفريق الخصم من الحضور إلى موعد اللقاء لربما قد يأتي الدور القادم على فرق أخرى ستقع ضحية تلاعبات ومراهنات "مفضوحة" لمن هم أولياء الكرة في اتحاد "مشايخ الكبة والمكبة".
كرة ثابتة من دورينا *********
اكيم كيلاني لاعب اتحاد إب أشترك في مباراتين متتاليتين رغم أنه موقوف يحمل "ثلاث بطائق صفراء" وعند كشف ذلك من قبل إداري فريق الطليعة التي قدمت احتجاجا على نتيجة المباراة قامت لجنة المسابقات بفرض عقوبة على اللاعب فقط، ولم تسحب أية نقطة على فريق الأتي، الأدهى من ذلك أن الحادثة وقعت في الجولة السادسة عشرة والعقوبة كانت في الجولة الثامنة عشرة أي أمام فريق الهلال تحديدا!!!.
سامر سمير
لجنة المسابقات.. واتحاد مشايخ الكُبة!! 2400