لايزال دورينا اليمني - المتواضع - متمسكا بصفته الدائمة كدوري غريب عجيب يصعب أن تتوقع ما الذي قد يحدث فيه!، أو كيف ستجري مجريات مبارياته! أو إلى كم ستؤول نتائج لقاءاته!، ففيه من التناقضات في العروض والنتائج والتذبذب في المستويات ما قد يجعله محطما لكل الأرقام والتوقعات، ضاربا لنا نموذجا فريدا يسجل نفسه كرقم صعب بين الدوريات العربية إن لم يكن في العالم أجمع.
ولعل المتابع والممعن لدوري هذا الموسم الذي - لا يختلف عن سابقيه - يدرك ذلك تماما، ويلتمس واقعه الجلي من خلال حالة عدم الاستقرار والثبات التي ظهرت ملامحها واضحة كهيئة مرافقة لكل الفرق دون استثناء، بالرغم أننا قد أصبحنا على مشارف حدود نهائية لمرحلة الذهاب كاملة، اقتربنا بها من ختام جزء مهم من مشوار موسمنا الحالي، كان ولا بد من أن تكون أغلب الفرق قد اكتست بنوع من الجاهزية والثبات، إلا أن ذلك لم يتوفر ليبرز عامل الاستقرار كأمر لم يتحقق بعد في أداء كل الفرق (لا في كبيرها ولا حتى صغيرها).
وبالنظر إلى الأسباب المسببة نجد أن معظم الفرق اكتست بحلة عدم الجاهزية والاستعداد لفعاليات هذا الموسم جراء - أحداث ثورة التغيير التي شهدتها بلادنا - تبعها عشوائية وتأجيل وتخبط في إعلان موعد محدد لانطلاقة دورينا العام، والمؤسف أنها هي ذاتها تتكرر كل موسم ، فحينا نرى الانطلاقة في يناير ومرة ديسمبر وأخرى في نوفمبر حتى أصبح هذا التخبط فرض عين يسننه اتحادنا على نفسه ويرغمنا بأن نتجرعها كل موسم.
- وما من شك في أن ما يفرزه دورينا الحالي بمتناقضات فرقة المجتمعة وتخبطات اتحاده لن يعود بالفائدة المطلقة على واقع كرتنا اليمنية أو قد يشكل نقله نوعية لمنتخباتنا الوطنية بل سينعكس مردودة سلبا على حالها، لأن الفائدة الفنية من حصاد الدوري مازالت مبهمة أو دعونا نقول بأنها لم تلبِ التطلعات ولم تحقق المأمول لترتقي إلى مستوى الطموح، فأية فائدة يمكن نحصدها طالما، ولا يوجد تخطيط مسبق أو أية دراسة للتخلص من المعوقات المتوقعة أو الحد من هذه الحال الفريدة التي يصاب بها دورينا - الكسيح - كل موسم!!.
خلاصة القول: "العمل الناجح يُبنى على أسس صحيحة وعلى مراحل متعددة تبدأ من الأساس، وتستمر بنسق متوازن في الصعود إلى الأعلى بخطوات مدروسة ومنظمة وهذه تحديدا ما تفتقدها رياضتنا بشكل عام واتحادنا الكروي على وجه الخصوص.. فهل ستصل الرسالة!؟.
سامر سمير
دورينا غريب عجيب وبدون فائدة!! 2290