في الذكرى الرابعة لاستشهاد أيقونة العدالة والبسالة: اللواء الركن عبدالله الحاضري "رحمه الله "
أربعة أعوام مضت على يومٍ جُرّدت فيه العدالة من أحد أعظم أعمدتها، يوم استُشهد فيه القاضي الجريء، والمدافع الصلب عن الحق، والفارس الذي لم يترجل إلا وهو يواجه الباطل بكل شجاعة.

إنهٌ الشهيد اللواء الركن / عبدالله الحاضري، مدير دائرة القضاء العسكري، كان ولا يزال رمزًا خالداً للعدالة والكرامة والإقدام.
عندما نتحدث عن اللواء الركن عبدالله الحاضري، فإننا نتحدث عن رجل لم تكن العدالة مجرد وظيفة يؤديها، بل كانت حياة يعيشها. قاضٍ عسكري كان سلاحه الكلمة والميزان قبل البندقية، واجه مليشيات الحوثي الإرهابية بصلابة لا مثيل لها، وكان أول من حاكمهم عسكرياً وأصدر حكماً بالإعدام على زعيمهم ومن معه، متحديًا بذلك طغيانهم ومتسلحًا بالحق والقانون.
لم تقتصر بطولاته على قاعات المحاكم، بل كان حاضرًا في الميدان جنبًا إلى جنب مع الأبطال، يدافع عن الجمهورية ببندقيته الشريفة. كان رمزًا للنضال الشامل، فقد خاض معركة الوعي عبر الكلمة، والمحاضرة، والتحذير المستمر من خطر الفكر الحوثي على اليمن وشعبه.
قبيل استشهاده بشهر واحد، تعرض الشهيد الحاضري لحملة إعلامية مسعورة، مليئة بالتشهير والتطاول، من قبل أبواق مأجورة سعت للنيل من شخصيته وإضعاف معنوياته. لكن هذا البطل لم يلتفت إلى تلك الحملات القذرة، وظل ثابتًا على مبادئه حتى لحظة استشهاده. وبعد استشهاده، لم تجد تلك الأبواق سوى أن تتظاهر بالترحم عليه، في تناقض يعكس انحطاطها الأخلاقي.
إن ذكرى استشهاد اللواء الركن عبدالله الحاضري ليست مجرد حدث نتذكره، بل هي درس يتعلمه كل من يسير على درب الحرية والكرامة. إرثه العظيم ومواقفه البطولية ستظل نبراسًا نهتدي به في مواجهة الظلم والطغيان.
رحم الله اللواء الركن عبدالله الحاضري ، قاضي الجمهورية وشهيد الحق والعدالة ورحم الله جميع الشهداء ، وعهداً علينا أن نواصل طريقهم ، طريق الكرامة والدفاع عن الجمهورية، حتى يتحقق النصر أو نلحق بركب الشهداء.
سنظل نحمل راية العدالة التي رفعها، وسنظل نُذكّر العالم بمواقفه التي لن تُنسى.
ختامًا، في الذكرى الرابعة لاستشهاده، نستذكر تاريخه النضالي بفخر وحزن، وندعو له بالرحمة والمغفرة، ونسأل الله أن يخلد اسمه في سجل الخالدين مع الأنبياء والصديقين والشهداء.