تعرضت رباب المضواحي ومحمد المياحي وأحمد المكش وعيسى العذري أثناء إعتقالهم لكثير من التشفي من بعض أولئك الذين أصابهم العمى واعتبار كل من يقيم في مناطق الحوثيين جزءا منهم أو متعاونا معهم، هذه الحالة المرضية أصابت الكثيرين وخلقت عدم الثقة بين اليمنيين، وأصبحت هي الحالة السائدة في الوسط الاجتماعي، فمن يقع في مناطق الشرعية فهو عميل ومرتزق ومن يقع في مناطق الحوثيين فهو حوثي وكهنوتي.
دخلت في جدالات كثيرة حول الأستاذة رباب المضواحي تلك المرأة النبيلة المحبة لوطنها وأهلها، حيث ذهب بعض أمراض النفوس من السطحيين إلى تصنيفها بأنها تنحدر من سلالة الهاشميين وأنها تعمل لصالحهم، هذا الأمر لا يقتصر على رباب، بل يمتد إلى قطاع واسع من الناشطين ومن هؤلاء أحمد المكش الذي تم التعامل معه أثناء تواجده في القاهرة على أنه مخبر لدى الحوثيين .
بالعودة إلى قضية رباب التي تصب تحت باب اعتقال النساء في اليمن والذي أصبح هذا الاعتقال يمثل الفصل القذر في سياسة عصابة الحوثيين الإرهابية، فالمجتمع اليمني لم يعرف عبر تاريخه اعتقال النساء سياسيا إلا في عهد هذه العصابة التي زعمت أنها تمثل المسيرة القرآنية .
والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا أضحت القبيلة اليمنية تقبل بسرقة ممتلكاتها وخطف نسائها؟ والسؤال هنا ليس موجه للقبيلة التي تقع تحت سيطرة هذه العصابة فحسب، بل يمتد ليصل إلى طارق صالح قائد حراس الجمهورية وصغير بن عزيز رئيس أركان الجيش الوطني، بوصفهما ينحدران من هذه القبيلة فطالما لم ينتصرا خلال كل هذه السنوات للدولة فعلى أقل تقدير ينتصران للأعراف القبلية.
لماذا حتى يومنا هذا المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثي الإرهابية تعد ساحة آمنة، ولماذا لم يتحرك بن عزيز للأخذ بثأره على طريقة القبائل وهو الذي اقتلعته هذه العصابة من أرضه في الحرب الرابعة، ولماذا لم يتحرك طارق صالح لأخذ ثأره وهو الذي فعلت به جماعة الحوثي ما فعلت ؟
هذه الأسئلة بريئة وصادقة ومحفزة بهدف تحرير المعتقلين الذين يقبعون في معتقلات هذه العصابة وخاصة إعتقال النساء والانتهاكات التي تطال اليمنيين الأحرار الذين يدافعون عن حقوق اليمنيين وعن حقهم في الحياة .

ولعل قضية الكاتب محمد المياحي تختصر بشاعة هذه العصابة التي لم تبق على جريمة من الجرائم إلا وارتكبتها ولا رذيلة إلا ومارستها، فالمياحي مثله مثل المئات بل الآلاف من المعتقلين الذين لم يحملوا بندقية ولم يمارسوا العنف وكل جريمتهم أنهم يحبون الحياة ويزرعون الوعي وينشرون النور في مواجهة ظلام هذه العصابة وباطلها وسيأتي الحق قريبا ليجعل باطلها زهوقا.