الحقيقة أنه بعد اطلاعي على بعض بحوثهم حول الموضوع وجدت التعقيد والصعوبة في الطرق والوسائل التي خلصوا إليها واعتمدوها للوقاية من آثار الحرب النفسية لأن الباحثين الأجانب اعتمدوا على الوسائل (المادية) في معالجتها، فهم يزنون كل شيء في الحياة بميزان المادة وحدها ويعتبرون المادة هي المشكلة وهي الحل.
وعندما نقارن بين حلول الأجانب وحلول الإسلام لمعضلات (الحرب النفسية)، نلمس كيف بسّط الإسلام ما عقدوه وسهل ما صعبوه!!
فما هي الحرب النفسية؟
وما الفرق بين الحرب العسكرية والحرب النفسية؟
وكيف يدفع الإسلام أخطارها عن المجتمع الإسلامي؟
في البداية أخي القارئ سأذكر لك بعض التعاريف الموجزة التي ينبغي علينا جميعاً معرفتها وفهمها لا سيما وبلادنا تمر بحرب ضروس منذ سنوات عديدة.
الحرب:
هي القتال الدائر بين طائفتين أو دولتين أو أكثر للحصول على مكاسب سياسية أو اقتصادية أو فرض أفكار معينة بقوة السلاح.
الحرب النفسية:
هي الجهود التي تبذلها الدول أو الجماعات أيام الحرب وأيام السلم، لتحطيم معنويات الخصم وفرض الاستسلام عليه.
والمعنويات:
هي القوى الكامنة في صلب الإنسان التي تمده بالقوة والشجاعة التي يحتاجها أوقات القتال.
والعقيدة القتالية:
هي الإرادة والتصميم على خوض الحرب دفاعا عن العقيدة والأرض والعرض، وتحمل أعباء الحرب بذلا للأموال وتضحية بالأنفس واستهانة بالأضرار والعقبات، وصبراً على البأساء والضراء، مهما طال المدى وبعد الشوط وكثر العناء وازدادت المصائب وسالت الدماء.
من الواضح أن هدف الحرب العسكرية هو الاجهاز على مقاتلي الأعداء والقضاء عليهم بالدرجة الأولى، وهدف الحرب النفسية هو تحطيم نفسياتهم واضعاف معنوياتهم وبالتالي هزيمتهم.
ولكي تؤتي الحرب النفسية الفائدة المرجوة منها فهي تُشَنُ على مراحل:
قبل الحرب للتأثير في معنويات العدو،
وفي أثناء الحرب للتأثير على ثباته ومقاومته.
وبعد الحرب لإجبار العدو على الإذعان.
الحرب النفسية تعبير حديث يشمل أو يرادف الحرب الدعائية، وحرب الإعلام، والحرب الباردة، والحرب العقيدية، والحرب السياسية.
وهذه الحروب معروفة منذ القدم لا تختلف عما كانت عليه من قبل إلا في الوسيلة والتطبيق،
هدف الحرب النفسية الرئيسي سوأ قديماً او حديثاً:
هو التأُثير في نفسية العدو والقضاء على معنوياته، باستخدام علم النفس وتطبيقاته الاجتماعية، للتشكيك في الأفكار والمعتقدات، وزعزعة الإيمان بالنصر، وإشاعة الانهزامية، وتأجيج الأحقاد باستثارة الطائفية، والتفرقة العنصرية، والعقيدية وإثارة الكراهية بين الشعب وحكومته، ومحاولة كسب العناصر المحايدة والمترددة، والتخويف من الموت والفقر والمجهول، وبث الذعر وإطلاق الإشاعات، والمبالغة في قوة العدو والزعم بأنها لا تقهر.
الى هنا نتوقف ونكمل الحديث عن هذا الموضوع في المقال القادم ان شاء الله.