;
د.ياسين سعيد نعمان
د.ياسين سعيد نعمان

قريباً سينقشع ضباب الأيديولوجيا الإيرانية التي تقمصت الكوفية الفلسطينية 28

2024-11-28 09:45:02

ربما كان علينا أن لا نتوقف طويلاً أمام ما سيُطرح من أسئلة عما آل إليه الوضع العسكري لحزب الله، فالمسألة لا تكمن هنا، بل فيما تحمله الأيام القادمة من نتائج الاتفاق الذي تم بموجبه وقف إطلاق النار بينه وبين إسرائيل، وخاصة الفقرات التي تضمنها الاتفاق، والمتعلقة بتفكيك البنى العسكرية لحزب الله، وتلك التي أطلقت يد إسرائيل في التدخل العسكري في حال بروز أي محاولة لإعادة بناء القدرة العسكرية لحزب الله.

ما يمكن التركيز عليه من بين الركام الذي خلفته المواجهة العسكرية، وما رافقته من مواقف سلبية للنظام الإيراني تجاه ما تعرضت له منظومة ما يسمى "محور المقاومة"، وخاصة حزب الله، من تصفيات، وما خلصت إليه الأوضاع من اتفاقات، هو أن هذا المشروع الذي صممته ومولته إيران لخدمة مصالحها الاستراتيجية الرامية إلى تكريس نفسها كقوة إقليمية، يحسب حسابها دولياً، إلى جانب إسرائيل، قد أشرف على النهاية.

ولا بد من إعادة التذكير بأن هناك حلقة من حلقات المشروع تراهن عليها إيران، وهي التمسك بالحوثي كمعادل بديل، ستتمسك وستناور به، وهو ما خلصت إليه مليشيات المشروع في نقاشاتها منذ فترة، وذلك عبر تحويل اليمن إلى قاعدة لوجستية لتعويض الديناميات ومقومات المشروع التي فقدتها في مناطق هامة أخرى، وذلك من خلال تركيز، وإعادة ضخ، إمكانيات وخبراء حزب الله وغيرهم من المليشيات إلى مناطق نفوذ الحوثي في اليمن.

والتقدير الذي يقوم على اعتقاد بأن تكسير حزب الله في لبنان سينعكس سلباً على الحوثي في صنعاء يحتاج إلى إعادة قراءة للمشهد في ضوء بعض المعطيات التي ظهر منها القليل حتى الآن، ولكنها في غاية الأهمية لإعادة تقييم النتائج بصورة واقعية .

وبالمجمل فإن تكسير مشروع ما يسمى "محور المقاومة" لا يعد انتصاراً لإسرائيل ، لا من قريب ولا بعيد ، لأنه في الأساس لم يقم إلا لغرض محدد وهو تمكين إيران في أن تصبح قوة إقليمية ، تتشارك النفوذ مع إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط ، وهي مسألة لا تستدعي المواجهة العسكرية بينهما ، بقدر ما تحتاج إلى تفاهمات ستتوصلان إليها حتماً ، حينما ينقشع ضباب الأيديولوجيا الإيرانية المتقمص الكوفية الفلسطينية ، والتي كان لا بد منها لتبرير التدخل الفج في الشأن الداخلي لكثير من الدول العربية لحشد وتجنيد المليشيات الطائفية على ذلك النحو الذي شهدته المنطقة خلال العقدين الأخيرين من تاريخها السياسي .. أي أن المآل الذي وصل إليه " محور المقاومة" يعود إلى فساد الهدف الذي أُسْتزرع المشروع من أجله في جسم الدولة الوطنية العربية في الكثير من البلاد العربية.

وكل ما عملته إسرائيل هو أنها دمرت المدن وقتلت المدنيين وعاثت خراباً في طول وعرض غزة وأرض "وطن النجوم" ، لبنان ، من الناقورة وبعلبك جنوباً حتى طرابلس شمالاً مروراً ببيروت ، ولم تشهد انتصاراً عسكرياً واحداً ، ومثلما سقط مشروع "محور المقاومة" في طبعته الإيرانية ، سقطت آلية إسرائيل العسكرية على يد أطفال غرة في مشهد سيسجله التاريخ على أن القوة الحمقاء تسقطها إرادة طفل متمسك بحقه الطبيعي في الحياة ، وأن القوة الأخرى التي صنعت من تلك الحماقة غطاء ً لأطماعها لم تلد سوى خرافة "المقاومة" التي أغرقت المقاومة الحقيقية في بحر من المليشيات الطائفية أفقدتها الطريق إلى قيام دولتها .

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد