البنت كائن عاطفي، لا يشبع من العاطفة أبداً وتظل الفتاة تبحث عنها،
واذا لم تجدها او تشبع منها في البيت بحثت عنها خارجه. والحرمان العاطفي احد اهم اسباب انحراف الفتا ة واعرف من البنات من لا تعرف حضن أمها أبداً، ومن مستحيل المستحيلات ان تفتح قلبها لامها او تبوح لها بأسرارها , لأنها تعلم انها ستقابل اما باللامبالاة او بالعنف . اين تلك الأم التي تحتوي ابنتها، وتكون صديقتها ومستودع اسرارها؟ اين تلك الأم التي تلجا اليها الفتاه اذا انقطعت بها السبل ؟ تقول كثير من الفتيات : الا أمي ، ممكن احكي والجا الى أي إنسان الا أمي ، أمي لو عرفت با تقتلني، أمي لو عرفت ما باتسامحني طول عمري . وتشعر الفتاة بالحرمان العاطفي وهي ترى بعينيها تفضيل أمها لإخوتها الذكور. وتشعر بالحرمان العاطفي وهي تسمعهم يقولون ما للنساء الا العصا. وتشعر بالحرمان العاطفي وهي تعاني تسلط إخوتها الذكور حتى منهم اصغر منه.
وتشعر بالحرمان العاطفي عندما لا تسمع كلمة طيبه ولا تحظا بلمسة حانيه وتحرم من ابسط حقوقها وتعامل وكأنها جاريه. فإذا ما خرجت الشارع تنهار بين يدي أول شاب يشعرها الحنان والأمان ويسمعها كلمات الحب والغزل. وكما ان كثر الضغط يولد الانفجار فالثقة العمياء تجلب العار وتسبب الدمار ، فلا بد ان نلتزم منهج الوسطية في تعاملنا مع الفتاه فلا افراط ولا تفريط . تقول لي احدى صديقاتي انها لاحظت غياب صديقتها المتكرر عن المدرسة وانها كانت تحضر بداية الدوام المدرسي ثم تختفي فسارعت بالاتصال بوالدة الفتاة وأخبرتها بما تفعله ابنتها > فما كان من الأم الا ان أطلقت لسانها بالسب والشتم وقبيح الكلام . وقالت اني متأكدة من بنتي ، وهكذا تفعل كثير من الأمهات اللاتي لا يصدقن كل ولا نص ولا ربع ما يقال عن بناتهن حتى من باب التأكد لأنها اصلا متأكدة من بنتها و" هي يا حسره عليها مش عارفه حاجة " ، فيجب على الأم ان تراقب تصرفات ابنتها وتلاحظ كل ما يطرا عليها من تغيرات دون ان تجرح مشاعرها .