أحيانا يخشى القلم تجسيد شخصيات أو الخوض في الحديث عنها، وتتملكه الرهبة، ويكاد أن يسقط أو يتوقف مداده قبل الشروع بسرد تاريخهم وإنجازاتهم وبصماتها الشخصية على كل المسارات، بغض النظر عن الظرف بجميع تفاصيله وتبعاته وأزمنته وأماكنه. وتحديد ذلك لا يكون حسب الرغبات أو المجاملة أو القرب، بل وحده الواقع والتاريخ من يخلد ذلك ويصطفي إليه من يشاء، وهو ما يجسده مع وزير الشباب والرياضة الأستاذ نايف البكري المشهود له من خصومه قبل الجميع بقيادته المحنكة لمُختلف المستويات وفي شتى المواقع الموكلة له. لا زالت أذهاننا تتذكر بجلاء، قيادته المدنية لمحافظة عدن في أحلك الظروف وأكثرها تعقيداً في الوقت الذي فرّ فيه كثيرون وانقلب آخرون رغم قدرته على النأي بنفسه واعتزال جحيم الحرب في عدن آنذاك إلى أي نعيمٍ خارجي شاء، لكنه آثر البقاء وسط أهله وقدّيسته عدن التي وهبها كل ما يملك، وتصدر فيها واجهة المقاومة حتى تزعم ملحمة تحريرها من الانقلابيين. ولا زلنا نشهد اليوم عن قرب قيادته الفعّالة لوزارة الشباب والرياضة التي أنعشها بحماس الشباب وخبرة الإدارة ورغبة الإنجاز، والإصرار على انتشال المدن المحررة من رماد الحرب إلى فضاء الحياة بأبوابها الواسعة وميادينها المليئة بالحيوية والعطاء. لقد قدم الوزير البكري نموذجا مميزا في قيادة وزارته وتفعيل فروعها في كافة المدن المحررة، وهو الذي ظل قريبا جدا منّا في تعز وعدن وحضرموت ومأرب وجميع المدن المحررة، رغم تواجده خارج أسوار الوطن، وقد استطاع بمتابعته الدائمة وتتبعه الدؤوب لجميع الأنشطة والفعاليات الرياضية، ترك بصمات جلية لم تفوت نشاطا إلا وشاركت فيه بوضوح واقتدار. ولا زالت اليمن تنتظر منه الكثير، كأحد أبطالها الأوفياء في الحرب والسلم. *مدير مكتب الشباب والرياضة بتعز
ايمن المخلافي
البكري.. صناعة النصر وقيادة النجاح 807