قبل أن نسترسل في الكلام، نقول إنه وبعد تغريدة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والتي حملت كل المعاني «عمان والإمارات الفوز واحد»، كان نهائي «خليجي 23» هو الأكثر اختلافاً ليس في تاريخ بطولات الخليج وحسب، بل في تاريخ كرة القدم نفسها، حيث شاهدنا جماهير المنتخبين تختلط ببعضها البعض، وتغني النشيد الوطني للطرف الآخر حتى أن شركة أبوظبي للإعلام، وتنفيذاً لتوجيهات سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، جهزت طائرة خاصة لتنقل الإعلاميين والفنانين والشخصيات العامة لحضور النهائي، ولكن ليس من الإماراتيين فقط، بل من العُمانيين أيضاً ومن كل الجنسيات المتواجدة في الدولة، في مشهد قل نظيره في العلاقات الأخوية بين الدول، حتى عبدالله صالح المشرف على المنتخب الإماراتي، وقبل المباراة كان يصرح لأبوظبي الرياضية، وهو يحمل العلمين الإماراتي والعُماني.

وسط هذه الأجواء التقى المنتخبان الأفضل بعد تحول الرأي العام في الإمارات من مستهجن لخطة زاكيروني إلى داعم لها ومؤمن بأنها ستأتي باللقب الذي كاد أن يأتي في الوقت الأصلي، وتحديداً في الدقيقة التسعين.. كيف لا وقد احتسب الحكم ضربة جزاء للإمارات، وعلى التنفيذ «عموري» أفضل لاعبي الإمارات وآسيا، ولكن «عموري» لم يسجل ليس سوءاً في التنفيذ فقط، بل عملقة من الحارس العُماني الذي أبدع في التصدي لهذه الكرة ولغيرها، كما برع خالد عيسى في مباراة مجنونة مثيرة، ولن ينساها كل من تابعها إن كان في الملعب أو خلف الشاشات.

ووصل الأمر إلى ركلات «الحظ الترجيحية» التي تتلاعب دائماً بأعصاب من يتابعها وأعرف مدربين يرفضون متابعتها وأعرف نجوماً يرفضون المشاركة فيها، ولكن الركلات ابتسمت أخيراً لـ «الأحمر» العُماني، بعد أن أهدر لاعب واحد فقط ركلة ترجيحية من أصل عشرة، وكان هذا الواحد «عموري» الذي أعرف أن المدرب منحه الركلة الأخيرة دعماً وتشجيعاً له، بعد إضاعته جزاء الدقيقة التسعين، ولكن «عموري» أهدرها من جديد.

فألف مليون مبروك لسلطنة عُمان وقيادتها وشعبها ومنتخبها وألف مليون مبروك للإمارات وقيادتها روحهم الوطنية والنزعة الأخوية، ودعم الشقيق مثل المواطن، وألف مليون شكراً للكويت أميراً وحكومة وشعباً على التنظيم المبهر وعلى العودة للمنافسات الخليجية والعربية والدولية.

** نقلا عن صحيفة الإتحاد الإماراتية