ما بين ذهاب النيبال وإياب قطر، على لاعبي منتخبنا الوطني الأول مسح تلك الصورة البائسة والمخُزية التي ظهروا بها في العاصمة كتمندو بعد أربعة وستون يوما من معسكرهم بأهرامات الجيزة المصرية وتدريباتهم المكثفة على كثبانها الرملية التي فضح هشاشتها منتخب النيبال الذي كان بالمناسبة يتساقط لاعبوه في أرضية الملعب كأعجاز نخل خاوية، وكأنهم هم الصائمين وليس لاعبي منتخبنا، ومن التبريرات المُضحكة لبعض مرافقي المنتخب الذين التقيت ببعضهم في إجازة العيد قولهم، بأن حرارة الشمس كانت سببا مباشرا بجانب صيام اللاعبين وعدم إفطارهم في التعادل والنقطة الذي وصفها اغلبهم بالانتصار الثمين والغالي، و نسى أو تجاهل ذلك النفر من المطبلين بان منتخباتنا الوطنية وصلت في مرحلة ما لمقارعة اعتى منتخبات آسيا إن لم نقل كلها، وفي نهاية المطاف ومن اجل سفرية وبعض الملاليم من الدولارات يحاول إياهم نسف الحقائق وتغطية شمس الحقيقة بغربال الزيف والنفاق.
لن أتطرق للجهاز الفني من قريب أو بعيد، فقد اثبت فشله بالتعامل مع مباراة النيبال وأجمع حتى بائعي البطاط بعدم مقدرته على قيادة المنتخب أمام منتخب متواضع لا يكاد يُذكر فما بالكم لو تأهلنا للنهائيات، وهذا امر مُستبعد بشهادة رابطة المحبطين والمدوخين من المستوى العام لتسعين دقيقة عجين مقسمة لشوطين من العك والخسران المبين.
بعد دك سور الصين العظيم بهدف الصالح بن ربيعة الأسطوري، يأتي الزمان و نحصل على نقطة سوداء من تعادل ابله مع منتخب لا يلعب كرة قدم إلا حديثاً، وبالمناسبة تقع دولة النيبال في جبال الهملايا وتحديدا بين دولتي الهند والصين، واتحادنا المبجل عسكر بالمنتخب بالقاهرة، أما كان الأجدر أن يعسكروا بصنعاء الشبيهة لحداً ما بأجواء النيبال والعاصمة كتمندو من حيث الارتفاع عن سطح البحر وقلة الأكسجين! أما كان من الأولى أن يلعب منتخبنا مباريات ودية مع منتخبات المحافظات، و يكفونا مرمطة الأندية المصرية، البعيدة كل البعد عن مستوى الأهلي أو الزمالك.
اذاً على لاعبينا، ولاحظوا بأني أخاطب أفراد المنتخب وليس قيادته الفنية، أن يثبتوا ليس للجميع، بل للذين أصابتهم خيبة الأمل والحسرة بفضيحة المستوى العام، أن يتغلبوا على عجز القيادة الفنية بالفوز على منتخب الفلبين في الجولة القادمة بقطر متصدر المجموعة، ما لم فعلى رياضتنا السلام، وعلى القلة القليلة مما تبقى من متابعي منتخبنا ومناصريه ومشجعيه الصبر والسلوان، وإذا لم يتأهل المنتخب للنهائي فتأكدوا بان الرحمة والغفران حتى لن تنال رجالات اتحاد الكرة ولاعبي المنتخب وحسب، بل الويل والثبور وعظائم الأمور وما خفي كان اعظم..