لن تتوقف كرة القدم (اللعبة الجميلة) عن إبهارنا بمفاجآتها.. لن تتوقف تلك اللعبة عن الانتشار والتلاعب بمشاعر الناس في كل مكان على ظهر الكرة الارضية كما لم تنتشر أو تؤثر لعبة أو رياضة أخرى.
في كل يوم تمنحنا كرة القدم إثارة أكبر ومتعة أكثر وغرائب أوفر حتى أصبحنا كالأسرى لها، ولكن الايام الخمسة بين الثلاثاء 14 والسبت 18 فبراير الجاري كانت غارقة في مفاجآتها وأحداثها بكثافة غير مسبوقة خلال السنوات الماضية.
وقبل أن يفيق عشاق كرة القدم من صفعة القرن التي وجهها باريس سان جيرمان الفرنسي مساء الثلاثاء الماضي لضيفه الاسباني الثقيل برشلونة برباعية نظيفة في دوري الابطال.. وهي المباراة التي أفسحت لها الصحف والشاشات مساحات عملاقة للاسهاب في مساحة التفوق الفني والتاريخي للبارشا على الباريسيين.. وللاحصائيات الدالة على تلاعب الارجنتيني ليونيل ميسي هداف برشلونة بكل الفرق التي دربها اوناي ايمري المدير الفني الحالي لسان جيرمان.. وفي الملعب سخرت كرة القدم من توقعاتهم واحصاءاتهم ومن أدلتهم الرقمية والفنية.
لم تمر أيام حتى فاجأتنا كرة القدم اللعبة الجميلة بحدثين كبيرين خلال مساء السبت.. أولهما تاريخي بثلاثية الفرنسي كيفين جاميرو (هاتريك) لفريقه اتليتكو مدريد في شباك مضيفه سبورتنج خيخون خلال اربع دقائق و45 ثانية متتالية في مباراتهما في الدوري الاسباني.. ليكون أسرع هاتريك في تاريخ الليجا.. والمثير ان جاميرو كان احتياطيا عند انطلاق اللقاء واشترك بديلا لزميله الاكبر فرناندو توريس بعد ربع ساعة من بدء الشوط الثاني.. والمثير أن جماهير خيخون استبشروا خيرا كبيرا بخروج توريس ونزول جاميرو الذي صام عن التهديف تماما في مبارياته الثماني الاخيرة في الدوري على التوالي.. وتعالت الهتافات الساخرة منه بين أنصار سبورتنج فجاء رده صاعقا.
ولكن ما حدث ليلة السبت في ملعب بيرنلي كان فريدا ومذهلا واسطوريا على كل الاصعدة.. وأعاد الى الاذهان ذكريات سنوات المفاجآت الصارخة في النصف الاول من القرن الماضي.. وزاد من حجم الصدمة لأنصار بيرنلي ولخبراء الكرة الانجليزية هو ان بيرنلي تعملق قبل ايام قليلة في ملعبه وأوقف انتصارات تشيلسي متصدر الدوري وتعادلا 1 - 1 بفضل كورتوا حارس تشيلسي المتألق.
وفي نفس الملعب تيرف مور منحت كرة القدم لعشاقها تسعين دقيقة من الاثارة التي وصلت الى درجة قريبة من المعجزة.. وعجز بيرنلي فريق الدوري الممتاز البريميرشيب عن هز شباك ضيفهم لينكولن الذي يلعب في المسابقة الوطنية بعيدا عن كل الاقسام الاربعة للدوري (الدرجة الخامسة).. وعندما اوشكت المباراة على نهايتها وتوقع الجميع تعادلا ينقل المباراة الى ملعب لينكولن جاء هدف سين راجيت ليصعد بلينكولن الى ربع النهائي ويعيد للاذهان ذكريات المفاجآت الاعجازية في تاريخ كأس انجلترا.
ولأن كرة القدم لن تتوقف عن معجزاتها لك أن تتخيل أن لينكولن لم يسدد على مرمى بيرنلي اي كرة طوال اللقاء.. وحتى الهدف التاريخي لم يأت من تسديدة بل من كرة محولة بالرأس.. والاعجب انها لم تهز الشباك ولم تستقر على الارض داخل المرمى بل أعادها الحارس على الفور الى الملعب بعد عبورها الخط بسنتيمترات.. لكن الحكم ومساعده كانا يقظين واحتسبا الهدف.. بينما انهمرت كرات وفرص بيرنلي على مرمى لينكولن بما يكفل احراز دستة أهداف لو حالفهم الحظ., كبرى مفاجآت كأس انجلترا من عام 1914.. شكرا كرة القدم.
** نقلا عن إستاد الدوحة القطرية