ستة عشر ناديا (هي الاكبر في اوروبا نظريا) تأهلت الى الدور ثمن النهائي لمسابقة دوري الابطال شامبيونزليج كبرى بطولات الاندية في اوروبا والعالم.. الرباعي الاسباني ريال مدريد حامل اللقب ووصيفه اتليتكو مدريد وبرشلونة المرشح الاكبر للفوز وسيفيل الفائز بالدوري الاوروبي (المسابقة الثانية) في السنوات الثلاث الماضية.. والثلاثي الالماني بايرن ميونيخ وبروسيا دورتموند وباير ليفركوزين والثلاثي الانجليزي مانشستر سيتي وارسنال وليستر سيتي.. والفريقان الفرنسيان باريس سان جيرمان وموناكو وثنائي ايطاليا يوفنتوس ونابولي وزعيما الكرة البرتغالية بنفيكا وبورتو.
كل تلك الاندية الستة عشر محظوظة كثيرا لغياب تشيلسي الانجليزي عن المسابقة وهو في عنفوان قوته وعافيته في الموسم الحالي تحت قيادة مديره الفني الايطالي العبقري انطونيو كونتي.. ولو تواجد تشيلسي في الوقت الحالي ضمن اندية الدور ثمن النهائي في شامبيونزليج لوضعه الخبراء والمراهنون بين الثلاثة الأعلى ترشيحا للتتويج.
تشيلسي (الذي كان مبعثرا كفريق في الموسم الماضي تحت قيادة البرتغالي جوزيه مورينيو ثم الهولندي جوس هيدينك) يعيش الان اياما واسابيع تاريخية معتليا عرش الدوري الانجليزي بريميرليج بجدارة تامة غير عابئ بالاموال الهائلة التي انفقتها الاندية الاخرى في الصيف والشتاء الاخيرين لاسيما من ناديي مدينة مانشستر.. السيتي واليونايتد.. ونتائج تشيلسي في الدوري كفيلة بالحديث عن قدراته وأدائه وعنفوانه.. ورغم انه لم يخرج بأفضل من التعادل 1 - 1 من عقر عرين ليفربول الا ان الجميع شاهد تفوق الازرق واهدار هدافه الاول دييجو كوستا لركلة جزاء.. ثم كان الدربي اللندني الشهير ظهر السبت الماضي نموذجا للابداع والقدرة من تشيلسي على ملعبه ستامفورد بريدج في مواجهة جاره ارسنال.. وانزل المضيف بضيفه هزيمة ثقيلة 3 - 1 مع تفوق تام وهجوم متدفق وجماعية وانسجام من كوكب اخر.. وأشعل الهدف الثاني البديع الذي احرزه النجم البلجيكي الموهوب ادين هازارد هو عنوان الابداع لتلك المباراة.
الفوز الكبير على ارسنال أنهى عمليا اخر أمل لارسنال في منافسة تشيلسي على اللقب بعد ان اتسع الفارق بينهما في الصدارة الى 12 نقطة قبل 14 مرحلة من نهاية المسابقة..
ولغة الارقام لا تكذب ابدا وهي تشير لامتلاك تشيلسي 59 نقطة بفارق 9 نقاط عن توتنهام هوتسبيرز اقرب منافسيه (علما انهما لعبا مباراتي الذهاب والاياب معا في المسابقة وتبادلا الفوز فيهما).. ويبقى ليفربول بعيدا بنقطة اسفل من ارسنال بينما يمكن لمانشستر سيتي ان يقترب بفارق عشر نقاط اذا فاز في ملعبه على سوانسا سيتي.. وفارق 9 او 10 نقاط في الدوري الانجليزي يعتبر حائلا هائلا يزيد ارتفاعه عن قمم جبال الهيمالايا.
يزيد من قيمة وقوة تشيلسي الالتزام والاتزان التام في منظومة العمل داخل الفريق تحت قيادة كونتي.. ويكفي ان نعرف ان الاسباني دييجو كوستا الذي حقق للفريق اكبر عدد من الانتصارات بأهدافه تعرض لعقوبة صارمة بالايقاف والاستبعاد من الفريق في مواجهة ليستر سيتي في ملعب الاخير بسبب خروجه على النظام في التدريب.. وعاد تشيلسي من ملعب ليستر فائزا بثلاثة اهداف نظيفة بعدما استوعب كوستا الدرس وعاد الى عقله والتزامه.
لدى كونتي نخبة من النجوم (هازارد وكوستا وكورتوا وكاهيل وفابريجاس) ليس بينهم أي نجم عالمي ممن تطاردهم الاضواء.. ولكنهم يلعبون معا أفضل من أي فريق اخر.
** نقلا عن استاد الدوحة القطرية