مسكينة هي رياضتنا ومساكين هم نجومها بل والأنكى من ذلك قِلة حيلة مسئوليها وقاداتها بخبث القول وفُحش العمل ونُكران الجميل لقامات وهامات رياضية توشحت ملاعب الجمهورية ثوبها الأخضر من بذور عرقهم المُتناثر كمنظومة تقطير المياه لتزهو بلون الحياة.
لاعبو الزمن الجميل يا سادة أصبحوا في عداد الأموات ومنهم من فقد عقلة من التهميش وجزاء سنمار، اسألوا الشارع الرياضي عن السحراني هداف شعب اب ونجم المنتخبات؟ أين هو؟ وما يُعاني؟ ماذا حل بالكوكباني لاعب صقر تعز وفلته زمانه؟ مُعظم لاعبي عدن مختلين عقليا وأصبحوا عالة على أسرهم، لاعبين في تعز اختفوا ولا يُعرف مكانهم، ومن تبقى منهم يجوبون الشوارع ليل نهار، ومن احتفظ بعقله منهم اصبح مقوت وحمال بالأجر اليومي وما خفي كان اعظم.
من باب الإنصاف الشخصي! هم سبب رئيسي بوصول حالات مُعظمهم لتلك النهاية المأساوية من جنون وفُقدان وضياع وتشرُد، نظرا لإهمالهم للتأهيل العلمي الذي كان سيوفر لهم حياة كريمة دون استجداء، ولكن من باب الإنسانية المُطلقة، جميع الأطر الرياضية في البلاد تتحمل وزر ما وصلوا له وما زالوا يُعانون منه.
لاعبي الزمن الجميل ونجومها في العالم، يُعاملون كالزعماء والرؤساء والوزراء وتماثيلهم تكاد تملأ المتاحف الشمعية والحدائق العامة وساحات العروض والملاعب والصالات المُغلقة.
رحم الله الكابتن علي محسن مريسي، لاعب وحدة صنعاء و الزمالك المصري، عندما كان يذهب لمصر للزيارة أو لعمل معين بعد اعتزاله للعب وعودته لليمن، كان مطار القاهرة الدولي من اصغر لأعلى رتبة عسكرية يستقبلونه استقبال الملوك، وعندما كان مدربا لمنتخبنا الوطني، كانت هناك مشاكل سياسية تم على اثرها منع اليمنيين من دخول القاهرة، ولكن احتراما وإجلال للكابتن علي محسن باعتباره كان لاعبا للزمالك في أيامه، تم تجاوز تلك الأزمة السياسية وسُمح للاعبينا بالدخول لإقامة معسكرهم الاستعدادي وسط حفاوة وترحاب واستقبال وضيافة فاق الوصف، وعندما حضر الكابتن علي محسن ذات مساء لملعب الزمالك لمتابعة احد تمارينه مع لاعبي المنتخب اليمني من دون معرفة الكابتن جمال عبدالحميد وطارق يحيى وإسماعيل يوسف ونجوم ذلك العيار الثقيل من الإبداع، ما كان منهم عند معرفة تواجد المريسي إلا استدراك ذلك الموقف بحركة فيها من الاحترام والتقدير الشيء العظيم، تصورا انهم صعدوا من أرضية الملعب لمكان تواجد الكابتن علي محسن في المدرجات واستقبلوه استقبال الفاتحين والأبطال وأوقف مدرب الزمالك بقية لاعبيه عن التدريب، مما جعل لاعبي منتخبنا الوطني مذهولين من تلك المعاملة والحفاوة التي لولا الكابتن علي محسن ما دخلوا القاهرة ولا أقاموا معسكرهم فيها.
لا نطلب المستحيل ولا الخارق ولا نستجدي المعدوم وغير الممُكن، ولا نريد من وزارة الشباب والرياضة والاتحاد العام لكرة القدم وكافة قيادات الرياضة في البلاد النظر لنجومية ومهارة لاعبي الزمن الجميل وإذا ما كان هذا يستحق تكريم أو إقامة مهرجان اعتزال أو ما شابه، نريدهم أن ينظروا لإنسانيتهم التي سالت كالنهر الجار إبان زهرة شبابهم التي عطروا بها أنديتنا محليا ومُنتخباتنا الوطنية قاريا.
لذلك يا قوم يا ناس يا هوه يا عالم يا جن يا عفاريت، حاولوا أن تداركوا الموقف بعمل لجان تابعة لوزارة الشباب والاتحادات الرياضية خاصة بمهرجانات الاعتزال كُلاً حسب دورة لرد الجميل بتكريم لاعبي الزمن الجميل، قبل أن يُكرمهم الموت، اللهم أني بلغت اللهم فاشهد.