حول الشجرة وما ادراك ما حول الشجرة، القلب النابض للرياضة وأوكسجين الحياة لأجيال على مدى عقودا من الزمن سطرت اسمها بأحرف من نور في سماء أندية الحالمة كأمثال المرحوم احمد ناصر الحوصلي أسطورة نادي الصقر وأحسن خط وسط مثل المنتخبات الوطنية على اختلاف فئاتها، والكابتن نبيل مكرم والكابتن نوفل أمين مايسترو نادي الطليعة، وخالد محمد على لاعب الصقر وهداف موسم ٨٦،٨٥م لاعب شمسان عدن سابقا وغيرهم الكثير ممن لا يحضرني أسمائهم الآن لكثرتهم وسطوع نجوميتهم التي صقلوها قبل توجههم للانخراط بالأندية واللعب بملعب الشهداء الملعب الوحيد بالمحافظة،، كان حول الشجرة بمثابة المصنع والمنجم وحقل البذور ونبع الماء ونهر الحياة لرياضيي تعز ومزاوليها، والمُتنفس ورياض الأطفال والحديقة الغناء والواحة الخضراء لأطفال المدينة ومُرتاديها من الجنسين.
ونظراً لدورة الريادي في نهضة الحياة الرياضية بتعز وتفريخه للعديد من النجوم التي غزت المنتخبات الوطنية إبان سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، تعمد أعداء النجاح محاربة الإبداع ووئد الرياضة بالاستيلاء على الملاعب الصغيرة المتواجدة بالحارات أما بالبناء العشوائي أو بتحويلها لأسواق شعبية ومقالب للقمامة للقضاء على النهضة الرياضية التي سلبتهم نوم العيون وأقلقت مضاجعهم.
ونظراً لأهمية حول الشجرة الذي يمثل عصب الحياة الرياضية لموقعة المتوسط للمدينة، قامت مجموعة من رياضيي الزمن الجميل يتقدمهم الكابتن نبيل مكرم، بمد يده لجميع أهالي حارة النُسيرية الذي يقع فيها لإعادة الروح لهذا الملعب الذي تحول بقدرة قادر لمقلب قمامة، لينجح بدعم من الجميع وفي مقدمتهم أبو العباس قائد المقاومة بالجبهة الشرقية لإبراز ملعب حول الشجرة من جديد كواجهة لرياضة تعز، استطاع فيه الشباب من الخروج من عزلة الحرب للتنفيس عن طاقاتهم المكبوتة بممارسة عشقهم للساحرة المستديرة، وبعد النجاح وإقامة البطولات ومباركة السلطة المحلية بالمحافظة وتكريم مدير مكتب الشباب والرياضة الأستاذ ايمن المخلافي للأبطال بأكثر من بطولة وحضور العديد من قيادات المُقامة لرعاية أحداث تلك البطولات واستمتاعهم بالزخم الجماهيري والحضور المميز للمتعة والمشاهدة، حدث شيء لم يكن بالبال ولا بالخاطر، إذ انه بعد الأحداث الأخيرة الذي جرت بالمحافظة في شارع جمال من قبل عصابة امتهنت السلب والنهب والترويع بسوق ديلوكس للقات الذي خلق الرعب والهلع بين السكان، مما اضطر جماعة أبو العباس للسيطرة على الوضع وإخماد تلك الفتنة ورجوع الوضع لما كان علية، ونقل المقوات من ديلوكس إلى سوق الزنقل خارج المدينة.
ولما علم بعض مروجي تلك الفتن وإشعال جذوة الخلاف بأن أبو العباس قاصم ظهرهم كان وراء إحياء ملعب حول الشجرة من جديد، ما كان منهم إلا إقحام الرياضة بالمنتصف والنيل من أبو العباس اللاعب السابق بنادي الصقر لمن لا يعلم من باب النكاية وذلك بنقل المقوات لملعب حول الشجرة كإعادة لسيناريو قتل الرياضة ومحاولة للقضاء على الملعب الوحيد المتوفر لأبناء المدينة.
وبتعاون أبناء حي النُسيرية الذين وقفوا بوجه من تسول له نفسه بالمساس بحقوق الشباب الذين تربوا وترعرعوا على أرضية هذا الملعب صاحب الفضل على كثير من قيادات الرياضة ونجومها، تم تقديم تظلم وشكوى لأبو العباس الذي أنصفهم وانتصر لمشروعهم الرياضي بإصدار تعميم يمنع بائعي القات من التواجد بملعب حول الشجرة، لكن يبدو أن خفافيش الظلام لا زالت تناور على تحويل ملعب حول الشجرة لساحة صراع لا ناقة فيها للرياضيين ولا جمل.
رسالة نوجهها لمحافظ المحافظة ولمدير الأمن وللسلطة الشرعية بكف الخطاب ورفع اليد عن مُتنفس الرياضيين الوحيد بالمحافظة بدلا من زيادة الطين بلة ووقوع ما لا يُحمد عقباه.