لو نال كل ناد او كل منتخب حرية تفصيل حكم لمبارياته.. ما انتهت مشاكل الحكام.. وما توقف النقد ولا الاتهامات الموجهة لهم منذ عرف الناس كرة القدم.
برشلونة.. المدينة والنادي والمسؤولون والمدربون واللاعبون والصحف والجمهور توحدوا في حملة هجوم جماعية على الحكم الدولي بوربالان الذي أدار مباراة الفريق الاخيرة في كأس ملك اسبانيا ضد اثلتيك بلباو.. وحملوا الحكم مسؤولية خسارة الفريق 1 - 2 بدعوى تجاهله احتساب ركلتي جزاء لصالح المدافع بيكيه والمهاجم نيمار.
بالطبع كل من هاجم الحكم بشراسة (وعلى رأسهم المدافع الدولي بيكيه زوج المطربة شاكيرا) لم يقترب مطلقا من عدد من الحقائق الاخرى المتعلقة بالمباراة.. وعلى رأسها ان الحكم طرد لاعبين من فريق بلباو في منتصف الشوط الثاني.. ولعب اصحاب الملعب اكثر من نصف ساعة بعشرة لاعبين ثم اكثر من ربع الساعة بتسعة لاعبين دون ان يتمكن برشلونة بأحد عشر لاعبا من احراز هدف واحد.. وثانيها ان القائم رد كرة ليونيل ميسي نجم برشلونة في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع وارتدت الكرة الى باكو الكاسير الذي سدد الكرة خارج القائمين بينما كان المرمى خاليا تماما امامه.. وثالثا ان ميسي ولويس سواريز ونيمار وباكو تبادلوا اضاعة عدد من الفرص السهلة جدا داخل منطقة الجزاء.. ورابعا ان الحكم اشار باحتساب ثلاث دقائق كوقت بدل ضائع ولكنه اكمل خمس دقائق كاملة في ظل ضغط هائل لبرشلونة.
عموما.. لا خلاف على ان الحكم أخطأ بالفعل في عدم احتساب ركلتي جزاء لبرشلونة لبيكيه ونيمار.. ولكن نفس الحكم واخرين من زملائه من حكام اسبانيا ارتكبوا نفس الاخطاء سواء لصالح برشلونة او ضده في مباريات سابقة.. ولا ننسى ان الحكم فرنانديز بوربالان لم يحتسب أوضح ركلة جزاء ضد خافيير ماسكيرانو مدافع البارشا عندما دفع فاسكيز مهاجم ريال مدريد في منطقة جزاء برشلونة في اخر كلاسيكو بينهما.
برشلونة.. هو النادي الاكثر حصولا على ركلات الجزاء في الكرة الاسبانية.. وبين الركلات التي احتسبت له عدد غير صحيح.. وهو أكثر ناد تعرض اللاعبون المنافسون للطرد ليلعب ضد فرق ناقصة العدد أكثر من أي ناد آخر في الدوري الاسباني.
برشلونة.. عندما كان قويا.. لم يتحدث عن التحكيم الا قليلا.. بينما تفرغ ناديا ريال مدريد واتليتكو مدريد للحديث عن مجاملات الحكام للبارشا.
تبدل الحال.. واصبح ريال مدريد قويا.. وتوقف مسؤولوه عن الكلام عن الحكام.. وانتقلت الشكوى الى برشلونة.
نعود الى نقطة البداية.. كل ناد يريد حكما تفصيل.
في قطر.. الحكام تحت سهام النقد باستمرار.. ولكن النقد أقل وطأة من نظيره في الكويت.. وكلاهما أقل كثيرا مما يناله حكام تونس والجزائر ومصر من نقد اعلامي عبر الصفحات والشاشات.
النقد التحكيمي في اسبانيا واوروبا يعتبر قشورا سطحية في مواجهة ما يناله الحكام في بعض الدول العربية من اتهامات من زملائهم الحكام القدامى الذين فتحت لهم القنوات ابوابها للتحليل على شاشاتها.
أحد الحكام الذين شاركوا في نهائيات كأس العالم (وتعرض من اسبانيا لاتهام مباشر بالتواطؤ ضدها في المونديال!!).. يصنف الحكام ان هذا أضاع مجهود فريق.. وذاك اختلق ركلة جزاء.. وثالثا غير نتيجة اللقاء.. وهو يهاجم الحكام وفقا لنتائج المباريات التي لا ترضيه وليس تبعا لقراراتهم.
يحاسبون الحكام.. والنتائج دائما تأتي بأقدام اللاعبين وعقول المدربين.
** نقلا عن استاد الدوحة القطرية