رغم الظروف التي تعانيها بلادنا في الوقت الراهن، نبحث دائماً عن بصيص أمل وخيط نجاة يُخرجنا من دوامة الصراع والمعاناة ولو لفترة وجيزة باتجاهنا للشأن الرياضي البعيد عن المماحكات والمناكفات السياسية قدر الإمكان، ولكن يبدوا أن اتحاد كرة القدم سيعيدنا لنفس المربع حسب تداول اكثر المواقع الرياضية وبعض قنوات التواصل الاجتماعي الغير أكيده لخبر تكليف الكابتن سامي نعاش لتولي قيادة المنتخب الوطني الأول المشارك بتصفيات كاس آسيا المقبلة والتي ستسحب قرعتها الشهر القادم.
فباختصار شديد وبوضوح تام لا أجد مبررا واحدا لاتحاد كرة القدم يعفيهم من المسائلة وذكر الأسباب التي تجعلهم يفرضوا على رياضتنا دائما وأبدا الفشل الذريع والمسبق لاعتمادهم في كل مرة على التجريب بالمجرب.
وقد أثبتت التجارب وبما لا يدع مجالا للشك أن التجريب بالمجرب دائما ما يأتي بعواقب وخيمة ونتائج سلبية تضر بالمصلحة العامة قبل الخاصة، إذ انه كلما سمع اتحادنا عن قدوم أي منافسة كروية لأحد منتخباتنا الثلاثة ورابعهم الأولمبي إلا وسارع بإعلان أسماء الجهاز الفني لهذا وذاك المنتخب من شخصين لا ثالث لهما، واذا وجد الثالث فيكون مفروضا على اتحاد الكرة من جهات عليا يعلم الله أين مكانها من الأعراب الرياضي ومصدر قوتها، ويكون ذلك في حالة واحدة فقط هي الحالة الوحيدة الذي يكون فيها الثلاثة منتخبات تستعد لتصفيات معينه أو استحقاقات قادمة ضرورية بنفس الوقت، وإذا لم يحدث ذلك بمعنى أن تأتي المشاركات متباعدة، فأن السنيني والنعاش يأخذوا المنتخبات الثلاثة مقاولة وبمباركة اتحاد الشطارة والدهاء ولا ننسى قبل كل ذلك ورقة الحظ اللعينة التي قد تجعل منهم علامة فارقة في سماء بلادنا تدريبيا هذا اذا لم يتعدوا الحدود، والدليل على ذلك هو نجاح منتخبنا للناشئين في عام 2003م بالوصول لنهائيات كأس العالم بفنلندا واستفاد منه المدرب أمين السنيني الذي نسب إليه الفضل كله بوصول تلك الكوكبة من اللاعبين للعالمية، والكل يعرف ذلك ولكن ما لا يعرفه الكل أيضا هو وجود مدرب ألماني اسمه سبتلر قام بالنزول لجميع محافظات الجمهورية لاختيار اللاعبين من دوري الدرجتين الأولى والثانية وبذل مجهود خرافي لخلق توليفة متناغمة منسجمة مع بعضها البعض، ولكن ونظرا لانتهاء فترة إعارته المحددة على ما أتذكر لسنتين سلم الألماني سبتلر ذلك المنتخب الأسطوري جاهزا للكوتش أمين السنيني قبل الخوض بالتصفيات الآسيوية الأولى بفترة قصيرة جدا، لا أقلل من قيمة مدربنا الوطني أمين السنيني ولا اسلبه حقه في المشاركة في ذلك الإنجاز العالمي الفريد من نوعه ولكن إحقاقا للحق تطرقت لذكر هذه المعلومة لأن كثيرين لا يعرفونها.. من يقرأ الموضوع من بدايته سيعتقد أنني لا أفضل المدرب الوطني أو بالأصح على خلاف مع السنيني أو نعاش فلا هذا أو لا ذاك وأحب أن أوضح اني احترمهم واقدرهم واعتبرهم من المدربين الذي يشار اليهم بالبنان نظرا لتقبلهم لكثير من المهام الملقاة على عاتقهم والسبب في ذلك لا سامحهم الله اتحادنا العام لكرة القدم.
فلو أنتهج الاتحاد العام لكرة القدم مبدأ التداول لقيادة منتخباتنا الوطنية لما وصلنا إلى هذه المرحلة من التدهور الشديد والتصنيف الدولي المتأرجح بين الفينة والأخرى، لأن لكل مدرب أسلوب خاص وطريقة لعب ورؤية فنية مختلفة تماماً.
فيا اتحادنا المصر دائما على انهاك واستهلاك السنيني والنعاش، عليكم بفتح عيونكم جيدا قبل أن تصابوا بالعمى التام وترشحوا حراس المنشآت الرياضية لقيادة منتخباتنا الوطنية، أليس في بلادنا مدربين خدموا الوطن في أكثر من مناسبة؟ لماذا لا تستغلوا الخبرات التدريبية المنتشرة على طول وعرض البلاد؟
هل كل المدربين الباقين لا يستحقوا تمثيل الوطن في المحافل الخارجية؟ أم انه إسقاط واجب وشغل مناصب والسلام.
هناك اكثر من مدرب لديهم شهادات بامتياز لدورات متقدمة حصلوا فيها على المراكز الأولى لكنها للأسف بإهمالكم، معلقه على الجدران أو تنتفع بها اتحادات دول الجوار, لأن اتحادنا لا يؤمن بقدراتهم، فلا هم أعطوهم الفرصة الكافية لإثبات الذات ولا المدربين أنفسهم سمحت لهم الظروف الحالية من خارج العاصمة وما أكثرهم للطلوع من وإلى صنعاء لمتابعة اتحاد كرة قدم يؤمن بمقولة "البعيد عن العين بعيد عن القلب" والأقربون أولى بالمعروف، وما دامت الجمعة الجمعة والخطبة هي تلك الخطبة فعلى الدنيا السلام، والله من وراء القصد..