مباراة الليلة على ملعب الملك فهد ..هي مباراة كسر عظم ..وتقرير مصير .. ونقطة تحول فارقة بين كرة الامس اليمنية الضاربة جذورها في الهزائم والخسائر وبين كرة القدم اليمنية القادمة والمحلقة نحو الأفق البعيد واستعادة أمجاد سابقة آن لها ان تعود .. مباراة الليلة في خليجي 22 في الرياض بين الاشقاء اليمانيون والسعوديين مباراة لا تقبل القسمة ولا الاقتسام ولكن تقبل بالانتصار فالفريق المنتصر سترفع له القبعات والتهليل للفوز والعبور الى دور الاربعة في مسابقة خليجي 22
مباراة الليلة هي بمثابة رد اعتبار لنا جميعا كيمنيين للرد على كل من اراد ان يضع الكرة اليمنية في الدرك الاسفل من البناء التقييمي للكرة الخليجية .. وهي مفتاح العبور للأدوار التي لم نكن حتى لنحلم بها او تمر في مخيلتنا الطامحة ..اما اليوم ..والليلة فأنها قاب قوسين او ادنى من التحقق .. وامام فريقنا الوطني مباراة ليست صعبة ولكنها اقرب الى المستحيل من الواقع باعتبار ان الفوز فيها مطلب وحيد ومنفذ فريد واتجاه لا ثاني له ..اما الفوز ..او الفوز ..ولا احد سواه ..للخروج من نفق كمالة العدد الى افاق الرقم الصعب والموقع الاساس في الكرة الخليجية .
المنتخب السعودي الشقيق يكفيه التعادل فقط للعبور الى الادوار الاقصائية ..او الفوز لا سمح الله .. اما فريقنا فلابد من الانتصار والفوز لتحقيق غايات عدة ابرزها واهمها هو نثر ونشر الفرح والسرور في ربوع الوطن ..وثانيها الخروج من الترهل الكروي طوال سبع منافسات سابقة ونحن في الدرجات الدنيا ..وثالثها هو الوفاء والعرفان لتلك الجماهير والالاف من الجماهير المحتشدة في استاد الملك فهد منذ الصباح وتقديرا لها واحتراما لها لذلك الوقوف والصمود والارتصاص الاسطوري طوال مباريات ومنافسات فريقنا الوطني . المباراة صعبة للغاية خاصة ونحن امام قراءة واقع وحقائق الاغفال عنها كمن يضع رأسه في التراب ابرزها اننا لم نستطع حتى اللحظة ان نهز شباك اي من المنافسين بالرغم من ان شباكنا لم تهتز كذلك ..وهذا يعطي اريحية وطمأنينة بالنسبة للوضع الدفاعي للفريق .. ولكنه يوضح ضبابية الموقف والقدرة على القفز وتجاوز الدور الاول ..هذا التجاوز لا يأتي الا من خلال القدرة والنجاعة على هز الشباك ورقص الجماهير في المدرجات ..خاصة اذا ما عرفنا ان المباراة الاخرى بين كل من قطر والبحرين هي الاخرى لا تقل اهمية ولا خطورة بالنسبة للفريقين او بالنسبة لنا لضمان التأهل ..فكل الفرق الاربع المتنافسة في هذه المجموعة حظوظها متساوية تماما في التأهل للدور القادم مع افضلية طفيفة للفريق السعودي ..ومع ذلك فان خسر الاخير في لقاءه معنا قد يودع البطولة اذا ما فازت قطر امام البحرين ..فالخطوط متشابكة والخيوط متداخلة بعضها ببعض ولا تفتحها الا صافرة نهاية الموقعة الثالثة من التصفيات.
وهناك تخوف مشروع وواقعي ان يتأثر جمهورنا باللقاء الثالث بعدم ومنع هذا الجمهور من تأدية دوره او تقليص وانقاص فاعليته ..طالما والمباراة امام اصحاب الارض والجمهور ..وكل شيء وارد وممكن حصوله وتحديدا عندما تغلب المصالح والطموحات على التنافس والتكافؤ .. فالفريق السعودي الشقيق سوف يبدأ المباراة بهجوم شرس وواسع ومتواصل لإحراز هدف سبق يضرب به اكثر من عصفور اولا قتل الحماس اليماني ..وثانيا تفكيك وهد المؤازرة الجماهيرية ..وثالثا ضمان التأهل في ظل العقم الهجومي اليماني وعدم قدرته على احراز الاهداف ..
وفريقنا الواجب عليه ..وهم اعلم منا .. الحفاظ على تهدئة الاوضاع وعدم الانجرار او مجاراة المنافس واللعب حسب طريقته ولكن بطريقتنا التي سرنا عليها ونفذناها في المباراتين السابقة ..والاعتماد على الهجمات المرتدة المفصلة ..نكرر ..المفصلة يعني الدقيقة والمتقنة لأقدام المهاجمين لعل الله يمنحنا الفرج والفرح في المباراة ..وصدقوني ان حافظنا على رباطة الجأش .. واللعب حسب مقتضيات اهدافنا واحرزنا هدفا ..فان الامل يتحقق والهدف صار ملكا لليمين .
مع الاعتراف ان مباراة اليوم والليلة هي {كسر عظم} .. وكل نتائجها اما الفوز او التعادل او الخسارة لها ما بعدها ولها ما ورائها وتبعياتها .. وبكرة نشوف..
عيدروس عبد الرحمن
مباراة كسر العظم 1747