الأكيد أنني لست مع الحكم النهائي على أداء منتخب أو فريق من خلال المباريات الودية، ولكني أيضاً مع تأكيد أن الوديات هي التي تسهم في الكشف عن العيوب والأخطاء وتسهم في صياغة التجانس بين اللاعبين وبين مدربهم وطريقة لعبه، ولكن المشكلة أن البعض يصر ويلح على التعامل مع المباريات الودية وكأنها المعيار الأساس أو الحقيقي لمستوى المنتخب الذي يتابعه.
فأن يفوز الهلال أو النصر على مانشستر يونايتد أو ريال مدريد ودياً أو احتفالياً فهذا لا يعني أن الفريقين أفضل أو يستطيعان هزيمة الفريقين تنافسياً، وأن تفوز الأرجنتين على ألمانيا ودياً بالأربعة وفي وسط الأرض الألمانية وبين جماهيرها الكبيرة لا يعني سوى أنها ودية، لأن المنتخبين تقابلا قبلها في مباراة تنافسية على لقب كأس العالم وكان الفوز لألمانيا.
المشكلة أن الغالبية العظمى من مشجعي الكرة السعودية، وحتى نقادها، ليسوا مقتنعين بالإسباني لوبيز كارو ولا بطريقة لعبه ولا حتى بتشكيلته، ولهذا فإن أية إشادة به أو بتغييراته في ودية الأوروجواي ذهبت أدراج الرياح، والسبب كما يقول قائد المنتخب السعودي السابق الكابتن صالح النعيمة، أن الرجل كان مستشاراً فنياً للاتحاد السعودي ولم يقدم أي شيء، وهو أرسل لي رسالة عبر جوالي عشية لقاء جدة يقول فيها: «طالما أن لوبيز كارو مدرب للأخضر فلا تنتظر أي شيء منه».
والمشكلة الأكبر أن أي مدرب يأتي لقيادة الأخضر السعودي يتم الحكم عليه إما من سيرته الذاتية وإما من ودياته وإما من تشكيلته وإما حتى من مزاج الرأي العام حوله، أكثر من الحكم على تكتيكاته ونتائجه! وسبق أن قال لي الأرجنتيني كالديرون إنه عندما كان مدرباً للمنتخب السعودي، سأل المعنيين: ماهو المطلوب منه؟ فقيل له بالحرف: التأهل لكأس العالم... وهو ما حققه من دون أية هزيمة، ثم شارك في بطولة عربية في قطر، وطلب أن يستدعي عدداً من اللاعبين الشباب لعله يجد بينهم من يستحق المشاركة في كأس العالم، ولكن المنتخب خسر أمام العراق فتمت إقالة كالديرون من دون أن يعرف سبباً لذلك.
وسبق أن سمعت كلاماً كثيراً من ريكارد وبيسيرو وآنجوس، وحتى كارلوس آلبرتو باريرا وغيرهم، وبعضهم يقول إنه حقق المطلوب ولكن تمت إقالته لأسباب لا يعرفها.
لهذا لا أتوقع شخصياً للوبيز كارو أن يستمر طويلاً مع المنتخب ما لم يتوج بخليجي 22 التي ستقام على الأرض السعودية، وحتى إن فعلها فقد لا يكون مدرباً في كأس أمم آسيا 2015 . وإن غداً لناظره قريب.
**نقلا عن "الحياة" اللندنية
مصطفى الاغا
ما بين شواريز ولوبيز 2018