مسكين لويس فان خال.. ما ربحه في أكبر محفل كروي عالمي، أي في مونديال 2014، عندما قاد منتخب بلاده الهولندي الى المركز الثالث في 12 يوليو الماضي خسره ولو مؤقتاً في مباراة واحدة عندما سقط فريقه الجديد مانشستر يونايتد السبت على ملعب الأحلام «أولد ترافورد» أمام سوانسي سيتي الويلزي المغمور بهدف مقابل هدفين في افتتاح الدوري الإنكليزي.
ولأن الإنجليز يتقنون فن السخرية بادر المذيع التلفزيوني الأشهر جاري لينيكر (هداف مونديال 1986) الى الكتابة عبر موقعه على التويتر: «أعيدوا لنا ديفيد مويس».. ولأن الويلزيين يتقنون الفن ذاته، فقد كتب أحدهم: «فان خال، ستتم إقالتك غداً».. والمويس المذكور حل محل الهرم الذي اسمه أليكس فيرجسون مطلع الموسم الماضي فكان الخراب.. أقيل قبل أن ينتهي الموسم وانتهى اليونايتد في المركز السابع ليغيب عن الملاعب الأوروبية للمرة الأولى منذ 1990.. وما زاد في الطين بلة أنها الخسارة الأولى لليونايتد على أرضه في افتتاح الموسم منذ 42 عاماً، وقد حدث ذلك مطلع الموسم 1972-1973 أمام إيبسويتش تاون تحديداً.. ويخشى مشجعو الفريق، المنتشرون في كل بقاع العالم، أن ينتهي الموسم الجاري على غرار ما حصل في ذلك الموسم المشؤوم (المركز الثامن عشر من بين 22 فريقاً).
أول دخوله شمعة طوله.. سجل فان خال الناصع والباهر مع أياكس وألكمار وبرشلونة وبايرن ميونيخ والبرتقالي لم يشفع له.. في المونديال، جاء بدفاع جديد كلياً، ولكن بعدما عجنه وخبزه وأشركه في مباريات دولية عدة، ثم ضم اليه المخضرمين من ذوي النزعة الهجومية رون وشنايدر وفان بيرسي وكاوت وهونتيلار، فتكررت الانتصارات.. أولها على حساب اسبانيا بالاربعة وآخرها على حساب البرازيل بالثلاثة مع ليونة تكتيكية لا غبار عليها ولاسيما على صعيد اللعب بقلبي دفاع أو بثلاثة.. مشكلة النطاسي الهولندي أنه أراد أن يكيف فريقه الجديد مع فكره في زمن قياسي وأن يكسبه المرونة في «ساعة سماعة» وليس بطريقة تدريجية، فحصل ما حصل.. مع بداية المباراة أشرك جونز وهاكيت (20 عاماً فقط) وسمولينج في قلب الدفاع، ووضع لينغارد المجهول في مركز الظهير الأيمن وكذلك أشلي يانغ في مركز الظهير الأيسر (للمرة الأولى في تاريخ هذا الجناح).. كما زج بالإسباني الجديد هيريرا في الوسط مع فليتشر وترك ماتا خلف المهاجمين روني وهرنانديز..
طريقة عقيمة لا تتناغم مع ثقافة الفريق، ولا إيقاع أو رابط بين الخطوط الثلاثة، فما إن عاد المدرب الى 4-4-1-1 في الشوط الثاني حتى لاح الأمل.. روني سجل هدف التعادل ولكن الإيسلندي سيغوردسون كان له رأي آخر.
«جبتك يا عبدالمعين لتعيني، لقيت ياعبدالمعين تتعان».. وأعان الله فان خال على جمهوره العريض المتطلب.. لا يشفع له أن الغيابات كانت كثيرة (فالنسيا وويلبيك وكاريك ورافايل وشو وإيفانو وفان بيرسي..)، كما لا يشفع له قوله إنه يتحمل مسؤولية ما حصل.. وقبل المباراة، أوضح أنه يحتاج الى 3 أشهر لكي تنضج الخطة التي وضعها.. والحال أنها يجب أن تنضج قبل ذلك.. فمن غير المجدي أن يشتد عود أي فريق بعد خراب مالطا.
** نقلا عن استاد الدوحة القطرية
محمد حمادة
فان خاليات.. 1620