تبقى مخطئة القوى اليسارية إن فكرت أنها هزمت الإصلاح وأتته على حين غرة وتعلّقت بمشاريع القوى الظلامية وصارت تصفِّي حساباتها على هذا الأساس, فيما هي في الأصل تهزم وطناً وتتخلى عن قيم وطنية وعن رفاق نضال كانوا في خندق الثورة والوحدة وما وهنوا أو لانوا حتى جاء بعدهم من يمارس هوايته وغوايته باسم اليسار ليرتمي في المشاريع الصغيرة ويجعلها حكايته ويريد أن يجعل من انتصارات الجماعات الخارجة عن القانون هزيمة للإصلاح.
هذا التفكير البائس لا يلد غير الضيق والتحجُّر والمواقف المسبقة من الإصلاح بفعل الماضي الذي يستوطن الرفاق ويحتل ذواتهم وينتشون بما هو قائم اليوم وإن على حساب تاريخ وجغرافيا ونضال ثوري .حتى لكأننا نجد من كَتَبتهم اليوم من يتشفى ويعدد سبب هزيمة عمران ولا يقر بأنها هزيمة دولة وشعب وثورة ووحدة, لكنها رغبات المكبوت وحالات نفسية استعصى عليها مرض اللا تصالُح ونسيت ما قدمه الإصلاح من مواقف من أجلها وانحياز تام لمطالبها وعبر عن قناعته في هذا الجانب بمصداقية تامة وقاسمها التعب وعادى النظام السابق وكان بإمكانه أن يتصالح ليتركها في البكاء على الأطلال ترثي زمناً كانت فيه ذات إمكانية, لكنه "الإصلاح" الذي يجد من يجازيه جزاء سنمار ويقبل بهلاك وطن وهزيمة تاريخ وحياة رغبة في الكيد للإصلاح الذي دخل المشترك وأسّسه معها وبإيمان عميق بالآخر وفتح صفحة تعايش حقيقي لامجال فيه للمكايدة واختبر في هذا زمناً طويلاً وكان صادق العهد والوعد, في حين كشفت قوى اليسار عن أزمات داخلية رهيبة لمجرد أنها رأت الظلاميين يحتلون عمران وذهبت بمروجيها وكتبتها هذه القوى اليسارية تعدد ثارات لا حصر لها في حق الاصلاح وتؤكد أن ما حدث هو هزيمة له وتكتب عن فتاوى ومواقف في أدمغتهم يستجرونها بمجرد فرصة متاحة وتتساوى في هذا مع رئيس الجمهورية ووزير دفاعه الذي لا يألوا جهدا في تحقيق رغباته على حساب الشعب والوطن وينسى ما قدم له الإصلاح من تضحيات جسيمة وما عمل من أجله ليكون رئيساً للوطن اليمني, لكنها العادة التي تسري في دماء المنكوبين بالحقد وخلق صراعات وهمية والبحث عن مفترق طرق وليس لمّ الشمل والعمل من اجل المستقبل والانتماء للحياة والبقاء في مستوى المسؤولية. وإذا يلتقي اليسار والرئيس المغوار ووزير دفاعه مع الحوثية في إحداث شروخ عميقة على الارض اليمنية وكلٌ يريد أن يجازي الإصلاح لأنه ارتكب الخطأ الأكبر لمساندته ودعمه هذه القوى المرهقة التي لا تفكر إلى البعيد وتعبّر عن نزوعها الآثم عند أول سانحة لها .هكذا غلب الطبع التطبُّع ولن يفيق حلفاء المكر إلا حين يحيق مكرهم السيء بهم وحين يجدون الوطن بشرِّ فعالهم في مهب ريح هوجاء تقتلع الحياة برمتها. وهم بهذا حمقى لا يعون ماذا يفعلون ويركبون موج المؤامرة كماهم فيها على الدوام .هكذا هم من تحالف الى آخر ومن موقف الى موقف مضاد ومن عهد الى خيانة له ومن مكر الى أكبر منه .سلوك مَرضي تشمئز منه الأبدان .ولعل اليسار وعبدربه ووزير دفاعه وهم يتشفون ويبحثون عن متواليات الكذبة الاخيرة يتغافلون عن دماء الشهداء من القوات المسلحة وينتصرون للشيطان بضراوة لا سابق لها وبمجرد أن وجدوا ما يحقق المكبوت فيهم لينسوا الشراكة مع الإصلاح, ينسون ما قدمه من مواقف مبدئية عظيمة والبقاء معهم من أجلهم ومن أجل السلم والاستقرار المجتمعي ومن اجل التعددية السياسية والديمقراطية وما كان ينادي به اليسار ويبكي من أجله حتى, إذا ما حصحص الحق رأيناه يكيد للإصلاح وينظر إلى احتلال عمران كدرس للتجمع اليمني للإصلاح وهو تفكير مغفلين ومأزومين وتفكير ينم عن شراسة الرؤية التي تتغافل عن المستقبل وتتعامل مع "اللحظوي" المرهق لها أولا .من أجل كل هذا نقول لقوى اليسار ولرئيس الجمهورية وصاحب المؤامرة بجدارة وزير الدفاع "الحوثوي" .الإصلاح بقدر عطائه لكم والرفع من شأنكم وبمقدار ما ضحى لتكونوا قوى فاعلة بعد أن كنتم في المهملات, هو اليوم كما نرجو أن يعقل لابد أن يراجع حساباته وأن يقف بصلابة على أرض الوطن وان يستند إلى قواه الوطنية وجماهيره وأنصاره, وهم على طول الوطن وعرضه يجعلونكم ضئيلين جداً, نقول :عليه أن يدرك معنى حيازة النصر خارج تحالفات الغدر والمكر والخيانة ومن لا يعجبهم ألا التفريط بالوطن وقضاياه المصيرية ويذهبون إلى مواقع الخزي والعار بكل جرأة حتى أنه يندر أن نجد أمثالهم في التاريخ اليمني وكل مواقفهم الانهزامية تعبير عن نوازع ذاتية؛ لذلك بمقدور الاصلاح صياغة ائتلاف أروع يخرجه عن شرذمة قليلين منحهم أكبر مما يستحقون ليكونوا (بروتس ) الجديد المرتكز على الطعنة في الظهر عند أول سانحة وليتهم قادرون, لكنهم يكشفون أزمات وثقافة اللا تصالُح ظناً منهم أنهم أسياد هذا الزمان بمباركة قوى خارجية وتحالفات أسوأ من السوء.. ولرئيس الجمهورية نقول: أيها الرئيس لست أنت أنت, لا تدع الخديعة تستنزف قدرتك في الحكم ولا تقع في مخالب التنصُّل من وطن بتحالفات ظلام ولن ترهب أحداً مما يهيئ لك غير الوطن الذي ناصرك فهزمته والشعب الذي آزرك فتخليت عنه والإصلاح الذي صدَقك القول والعمل فكذبتَ عليه وتنصّلت من ثورة؛ فكنت كما قال عفاش اليد الأمينة التي منحت الظلاميين كل هذا العنفوان بوزير دفاعك الذي يغتال اليوم دم الشهيد ويُعد مشنقة الجديد. فراعِ الحساب جيداً واجعل من الوطن حليفك والشعب قواك, فذلك أجدر بك من هزيمة وطن.
المحرر السياسي
اليسار وفكرة هزيمة الإصلاح! 4298