لطالما كنا في "أخبار اليوم" جادين ومخلصين مع النظام السابق حين نبهناه إلى تداعيات خطيرة ستقع, بما يؤدي إلى انهياره مالم يقدم على خطوات حقيقية في إصلاح نظامه دونما مراوغة أو تجاهل للآخر وحقه في الشراكة الوطنية وأن يكبح جماح الأبناء والأقارب والصحب من التدخلات في التعيينات وفي رسم سياسات البلد الاقتصادية والحد من الفساد والعمل من أجل مواطنة متساوية دونما محاباة وإهمال للقدرات والكفاءات.
ولأنه لم يعر معنى لما كنا نطرحه في "أخبار اليوم" من حقائق وأن الوضع العام لم يعد يقبل التمادي وأن ثمة ثورة تلوح في الأفق ولتجاهله أنين المظلومين واختياره مجموعة أفراد على وطن.. فقد حدث الانهيار الكبير لمنظومة حكمه كلها وترك السلطة والتسلط بفعل هدير الجماهير وعنفوان الثورة الشبابية السلمية ووصل- في معرفة حماقاته- إلى مستوى لم يكن يصدقه ولم يفق من صدمة ما هو عليه من تداعيات إلا بعد فوات الأوان وبعد أن أدار ظهره عن كل النداءات التي ظلت ترجوه أن يعمل شيئا للوطن وتقدم له صورة الوضع ومخاطره فيما لو استمر النهج على ما هو عليه.
وذات الأمر هو أنت يا فخامة الرئيس, فما أشبه الليلة بالبارحة.. تركن إلى الذين ظلموا وتدير ظهرك عن وطن وقوى نضالية وتذهب في الضيق بالآخر إلى مستوى غير مقبول.. وأنت تعلم علم اليقين أن القوى الظلامية تتآمر على الثورة والجمهورية والوحدة وأنها تتباهى بقتل 60 ألف جندي في حروب صعدة واليوم هي على مشارف عمران بمشروعها الظلامي وتدق نذر حرب وشؤم على وطن, فيما أنت يا صاحب الفخامة تعيش الحكمة تلو الحكمة كما يتحدث عن هذا أبناء "أنصار الله" في صحيفة الثورة.. من يغرونك بكلام مظل ويجدون فيك حامي مشروعهم البائس فيصيغون ما يشبع نهمك من أحرف لا تؤدي إلا إلى الاكتفاء بالحكمة والموعظة الحسنة الهادفة لتغول الحوثية التي ستكون أنت ومن معك من قوى سياسية وأولهم الإصلاح والشعبي العام من يتحمل المسؤولية وهي عسيرة جدا مهما ظننت أن لها أصابع تخرجها مخرجا حسنا.
ونحن إذ نشير- وبقوة- إلى اعتمالات غير عادية وتوقعات قد لا تعيرها اهتماما ولكنها أشبه ببركان هادر.. لنؤكد لك جادين أننا من يخلص لك في الكلمة المسؤولة أمام الله والتاريخ, أما طنين إعلامك الهزيل في الثورة وما رافقها فقد كان السبب الرئيسي في إسقاط النظام السابق لكثرة مغالطاته وتزييفه للوعي السلطوي, حتى وجد أن ما كتبه الكتبة كذب وهزيل قول وأن الحكمة يا فخامة الرئيس هي انحيازك للشعب وللجماهير الغفيرة وللقوى النضالية..
ولتعلم يا فخامة الرئيس الهمام أن الصمت عن تغول الظلاميين وترك عمران لهم يدخلونها يوجع البلاد والعباد ويحقق مشروعا آخر أنت تعلمه وقادة الحراك الجنوبي الانفصالي على دراية به ويخططون من أجل سقوط عمران, فلا تقل إنك صاحب حكمة ولن تزج بالجيش في حماية الوطن والثورة والوحدة فهذه معادلة لا تستقيم نتائجها.
وإن كنت تنظر إلى أن ثمة صراعا آخر سيجري عبر حرب يخوضها آخرون بالنيابة عمن هم مسؤولون عن الأمن والاستقرار والسيادة, فأنت ببساطة واهم, فالقوى السياسية الوطنية لن تدخل في حروب تمس الوطن بضر وتكون حرباً أهلية مدمرة, لن تدخل هذا وستكون أنت صاحب قرار الفرجة مسؤولاً بقوة عن وطن يتشظى.
ولتعلم يا فخامة الرئيس المناضل وصاحب الدراية والحكمة والمبجل, أن القوى السياسية عملت ثورة ونجحت فيها وأنجزت انتخابات أتت بك إلى سدة الحكم ولم تقامر في أي لحظة بالوطن وتدخل في صراع وإنما قادت ثورة سلمية وانتصرت وفي المقدمة الجيش الحر الذي انحاز سلميا للساحات على طول اليمن وعرضها حتى تحقق الهدف الذي يجري اليوم التآمر عليه عبر البوابة الشمالية عمران, فيما أنت صاحب حكمة تتفرج على قوات ضخمة وعتاد عسكري حوثي لا مثيل له ويراه وزير دفاعك أنه مجرد صراع سياسي ولا نعلم إذا أنت في ذات الرأي فالظن الحسن قائم بك والثورة باقية والنصر المؤزر حقيقي للوحدة الوطنية مهما كانت هناك وعود أخرى لقادة آخرين يريدون شق الوطن..
يا فخامة الرئيس.. يا فخامة الرئيس الوطن.. الوطن يناديك, فكن ابنه البار, لا تركن إلى قوى استخذت للمال الحرام وترى في السلطة مجرد غنيمة ينبغي أن تطالها قبل الفوات.. إن الذين يريدونك حليماً على حساب تاريخ وجغرافيا هم من لهم رؤى وتعهدات وعملات مختلف ألوانها.
فإلى متى يكون الليل؟ إلى متى يبقى الظلاميون في عهدك أصحاب انتصارات وأنت فقط حكيم في رؤيتك للقادم وهو يدق أبواب صنعاء لإسقاطها؟.
الأخ الرئيس القائد.. همتك مع الوطن همتك, مع الشعب, همتك مع من هم نضال وقوة حقيقية ((وأما الزبد فيذهب جفاء وأما ماينفع الناس فيمكث في الأرض) صدق الله العظيم
المحرر السياسي
فخامة الرئيس..ما أشبه الليلة بالبارحة 2660