فخامة الرئيس/ عبد ربه منصور هادي.. لا يغلب هواك على وطنيتك, فتقسو على بلد رآك منقذاً وتريده غريقاً وتجعله يتخبط بحثاً عن نجاة وبيديك أنت المجداف والملاح, ورغم ذلك تدير الظهر لجم المشكل وتصعيد الأزمات وتداري رغباتك بمصانعة عتاة غلاظ قتلة, من خلال البحث عن فرضيات وهم حلحلة المشاكل للبقاء مستمتعاً بكرسي أنت به محاسب أمام الله والتاريخ قبل كل شيء.. كيف لا! وأنت ترى بأم عينيك أشلاء جنود المؤسسة العسكرية من المحافظات الشمالية في المحافظات الجنوبية تتطاير ولا تحرك ساكناً وتغض الطرف عن كل ذلك اللهم من مواساة عابرة.. وما هكذا تدار الدولة التي أنت رمزها الأول وممثلاً للدستور والقانون فيها، إن كنت ماتزال تذكرهما جيدا أو أنك قد وقعت فيما كان فيه النظام السابق يشتغل عليه "هذا بذاك" ظنا منه أن الغنيمة في التطاحن!..
ويا فخامة الرئيس.. ما نظنك إلا رجل خير وقائدا شجاعا, فلا تهزمنا في ظننا خيرا بك ولا وتخذل شعبك وهو يريدك أن تكون فارس هذا الوطن.. فعلام المدارات والبحث عن ترحيل أزمات والجنود يقتلون والميليشيات تستخدم العنف وسيلة لطموحات التسلط؟.. وماذا تنتظر وثمة نار يزداد أوارها من قاعدة وحراك لا سلمي وميليشيات خارجة عن الأعراف والنظام والقانون وحتى كل الديانات السماوية والأرضية؟.. بأي معنى يبرر صمتك إن لم يكن تخاذلاً وتزجية فراغ وحالة استخذاء لسلطة تهتم بشؤنها عن غير الوطني.
فخامة الرئيس.. إنك رجل المرحلة, فكن في مستوى ماعقد الشعب عليه من آمال فيك, فالدماء تسيل والعنف يزداد وأبناء الشمال في الجنوب يقتلون وفي شمال الشمال يشردون, فيما أنت راض عن المرحلة, والشعب كل الشعب سئم اللعبة والنفق الذي يستدرج إليه وتنصلك الحقيقي عن مخرجات الحوار الوطني.. فلا عرف الوطن أين يقف؟ ولا ما الذي أنت فاعله ليستقر الحال؟ وكلا الأمرين يبددان الدولة المدنية الحديثة التي شغلت بها الجماهير في خطاباتك وتصريحاتك حتى أيقنا أنه الصدق لا لبس فيه، غير أن ذلك لم يتأت وأنت من يبرر للهزيمة بالهزيمة وللقتل بالتحكيم والصمت والخروج عن القانون باسم النظرة إلى المستقبل.. وأي مستقبل سنجده ونحن لا نعير أهمية لدماء سفكت وجنود يطاردون إلى مخادعهم وكأن ثمة لعبة شر ربما لم تتيقن منها كثيرا وعليك الانتظار لدم مسفوك وزيادة تصل إلى حرب أهلية لا سمح الله.. وإنما هزم النظام السابق بفعل تغييبه الشجاعة والحكمة واستناده إلى التناقضات وتشجيعها حتى ولى مدحورا.
ولعمرنا يا فخامة الرئيس أن الحال قد ضاق وأن القتل صار مشاعاً وأن اشتغالك بأمور خارج ما هو أنت أهل له إنما يوقع بلدا بأسره في كوارث حقيقية وبيدك الرجل الأول الحل والعقد, فلا تحيل الأمور إلى أعذار وتروي تنبعث منه رائحة دم الجندي البطل الذي تتربص به دوائر السوء بفعل تغييب القانون ليقع في مرمى بندقية القتلة بحماية عنوانها المداراة فقط ولا تخرج قيد أنملة إلى حيث يجب.
ويا فخامة الرئيس الهمام, من نرى فيه خيراً كثيراً وما زلنا نؤمن به قائدا للوطن إلى بر الأمان, دعنا نقول لك: خابت مساعينا وقلت حيلتنا كشعب فماذا تنتظر؟ وأنت ترى جنودك يقتلون يوميا بل وعلى مدار الساعة هنا وهناك.. فلا تجعلنا نقع في تساؤلات الكرسي أنه مجرد غنيمة وليس مسؤولية واحترام سيادة بلد ودستور وقانون.
يا فخامة الرئيس ليست الدماء ملهاة ولا تزجية لأوقات فراغ ولا الجنود بيادق مربع شطرنج, فكن حصيفاً في منع تفاقم الشر وازدياده واتخذ القرار الحكيم الشجاع.. دع عنك التفكير المتردد والتعامل مع منصب الرئاسة بنوع من الملذة على حساب وطن يتحطم فيه حتى الأمل, ونحن صادقون في هذا ولا نخفي عنك ونجاملك على حساب دماء تسفك ومرحلة أكثر بشاعة مما سبق.. رغم أن المجتمع الدولي معك والمؤسسة العسكرية معك والشعب منحك صوته ومخرجات الحوار الوطني تمنحك المضي إلى الأمام ودول المنطقة تؤكد التزامها بهذه المخرجات, فماذا تريد اكثر من هذا؟ هل تريد الحلف الأطلسي يقوم بالمهمة الوطنية التي هي من اختصاصك أنت؟!. إننا نستغرب أن نجد رئيسا له هذا التأييد الدولي الذي لم يحدث لرئيس على مستوى الكرة الأرضية ومع ذلك لا يقوم بأقل من واجبه نحو جنوده وشعبه ووطنه ولا يبالي بما يجري من أحداث تستفز الطفل في بطن أمه ولا يرضى بها عاقل والدماء حقيقة وليست كذبة أبريل؟..
فخامة الرئيس.. ضاق الحال وكثر الألم وغاب الأمل وأنت في سدة الحكم تتمتع بالسلطة وتعيشها بأريحية والواجب يناديك وشعبك يقف إلى جانبك وكل الميامين من أبناء القوات المسلحة هم درع الوطن وزندك القوي, فلا تتردد في حماية الدستور والقانون وتطبيق مخرجات حوارنا الوطني حتى لا يقال عنها إنها كانت لعبة استغماية على وطن بأسره..
إن الشعب يعلق عليك آمالا جساما, يدعوك إلى استنهاض الهمم وحماية الوطن, إنه أمانة في عنقك ومن معك ونحن لا نرجو غير أن ترقب الله في الدماء التي تسيل وتتخذ ما هو فعل حرية وإرادة قوية وشجاعة دونما البقاء البين بين... والله المستعان.
المحرر السياسي
يا فخامة الرئيس..دماء الجنود حقيقة وليست كذبة أبريل! 2367