يا فخامة الرئيس وأنت قائد هذا الوطن إلى بر الأمان, سلمك أمره وارتضى شعبه بك قائداً ورأى فيك تطلعاته بعد ليل طال.. ها هو اليوم يعاني كالح الوقت وزمهرير العيش وهو يكابد الألم على التوالي في حين يا صاحب الفخامة لا يجد من يتحمل المسؤولية وإلا ماذا يعني سيل الدماء التي تراق يومياً من عصابة هم شر مكان الأرض؟ وماذا يعني تهديم بيوت الله في وطن الحكمة والإيمان؟ ولمَ كُتب على دور تحفيظ القرآن الهدم مع سبق الإصرار والترصد؟ وأين أنت من كل هذا الذي يجري؟ تهدم مساجد الله وتقتل الأنفس وتهدم البيوت وترمّل النساء!!..
لقد ارتضاك الشعب رئيساً لتحكم بقوة القانون والشرعية الجماهيرية ضد كل خارج عن القانون ما بالك بالخارج عن المنهاج القويم ويسعى في الأرض فساداً ويرتكب جرائم القتل والهدم والتشريد وإقلاق الأمن والسكينة ويمارس بصلف هوايته في الإجهاز على كل ما هو تحرري وينتمي للثورة والجمهورية ويريد العودة بنا إلى زمن القطران والدجل والشعوذة وقهر حتى أحلام الطيبين!!.
ويا فخامة الرئيس, ضاق الحال من صمتك، وزادت الرهبة من موقفك، إزاء ما يجري وتنصل كل مسئول عن مسؤوليته وثمة ضحايا يومياً يسقطون شهداء بفعل نزوة من يدعي أحقيته في استعبادنا وجعلنا رعايا (إمام) واتباع (عذبة) وعمة سوداء تصدرها طهران كما كانت تفعل إبان التآمر على الثورة والجمهورية في انحيازها للظلام والظلاميين.
ويا فخامة الرئيس: إن كنت لا تأبه بغضب شعب حملك مسئولية حمايته أرضا وإنسانا وهوية دينية، فعليك أن تدرك أن كل قطرة دم تسفك, أنت المسئول عنها أمام الله، تذكّر ذلك الموقف ماذا ستقول وقد وصل بك الحال إلي عدم تحمل المسئولية في حماية بيوت الله التي يذكر فيها اسمه ويعبد.. لا نقل لك ذلك لنحرضك على جماعة الحوثيين بل ندعوك إلى ردع كل جماعة أياً كانت شكلها ولونها, تمارس الخراب والتدمير والإفساد في الأرض والقتل وسلب البشر إرادتهم والاعتداء السافر على حرمة بيوت الله وعلى الآمنين في منازلهم، فصمتك وعدم تحمل الدولة مسئوليتها قد بلغ حدا لا يطاق.. فأين أنت من كل الذي يجري؟ وماهي مسؤوليتك كرئيس إن لم تكن نصرة الحق والوقوف بصلابة ودونما مهادنة أمام قوى الظلام من تعادي المشروع الوطني للثورة اليمنية؟؟؟
يا فخامة الرئيس إن الذي يحدث من تدمير على نطاق واسع لمنجزات الوطن هو اليوم يضعك على مفترق طرق ويشكل تحدياً حقيقياً لك في الانحياز للثورة والجمهورية والوحدة وإلى مبادئ وقيم الثوار الأحرار والمناضلين الأفذاذ أو البقاء في موقع أسير رغبات من يريدون علواً في الأرض وهو ما نخشى عليك أن تكون كذلك.. ومالم توقف العدوان الآثم على مساجد يذكر فيها اسم الله وتضع حدا للتخريب والتمادي الذي يزداد كل يوم من قبل أي جماعة مسلحة- الحوثية أو غيرها- فإنك ستجد نفسك في نهاية المطاف أمام أعداء شرسين لكل ما هو نقي وطيب.
من أجل ذلك نهيب بك وندعوك لتحمل مسئولية الأمانة التي تحملتها أمام الله والشعب والوطن، ولن تكون بغير الوفاء لله سبحانه وتعالى وللشعب وللثورة والجمهورية ولمبادئها العظيمة وهو أمر يحتاج إلى إرادة وتصميم وخروج عن الصمت وتحديد ممكنات الوقوف إزاء الجماعات المسلحة الشيطانية التي باتت توشك على النيل من الوطن وتريد إشاعة الفرقة والانقسام..
هكذا نرى أن ما تقوم به الجماعات المسلحة- وفي مقدمتها جماعة الحوثي- يمثل ظلماً وتخريباً للمساجد وقتل الأبرياء وملاحقة كل من يقول "ربي الله" بصدق ويرفض الكهنوتية والادعاء بالحق الإلهي للوصول إلى استعباد الخلق باسم الله وأحقية من يريدون علوا في الأرض بالحكم، ويرونك أنت يا فخامة الرئيس- قبل غيرك- مغتصب سلطة وقد قالوها جهارا نهارا، وهو ما يقتضي تحملك المسئولية التاريخية في تثبيت الحب والوئام وليس التسلط والقهر والكيد والحكم الوراثي البغيض الذي ثار عليه الشعب وقدم قوافل من الشهداء ليقضي على الاستبداد. وهو اليوم يطل برأسه أكثر بشاعة وتقتيلا وهدماً لبيوت الله ومدارس تحفيظ القرآن فماذا أنت فاعل؟ وقد لحق بالوطن الأذى وصار ديدن الحوثية وغيرها من الجماعات المسلحة هو التآمر على الحياة برمتها ليستقيم لهم الملك العضود الذي يتوقون إليه ويحلمون به وبالبشر ينحنون إجلالا وتعظيما لمن هو أحق بالملك من غيره من المسلمين ولا مانع من تقبيل الركب ومن أجل هذه القضية وحدها يجري القتل والتدمير والهدم والتشريد وممارسة كل أنواع الصلف والطغيان على مرأى ومسمع منكم.
فهل هذا يرضا رئيس الدولة؟ وماهي صلاحيته إن لم يضع حدا للجماعات التي تمعن في جرائم القتل في شعبك؟ وكيف يستقيم أمر وطن وتنمية وسلم اجتماعي وثمة ميليشيات تمتلك السلاح وتشهره على وطن بأسره..
يا فخامة الرئيس دعنا نذكرك بأبطال السبعين يوما الذين وقفوا على مشارف صنعاء يذودون عن الثورة والجمهورية ويضحون بحياتهم من اجل القيم والمبادئ هي التي تسود ووقفوا بإباء لا نظير له وشموخ قلّ أن يوجد في وجه تآمر دولي ودحروا- بقوة إيمانهم- أعتى مؤامرة وسجلوا نصرا مؤزرا لازلنا نعيشه ونخشى اليوم عليه بصمتك وتواريك عما يجري من أن يضيع هذا النصر وينتقم الظلاميون من مشاعل الحرية.
من أجل ذلك ندعوك إلى وقفة جادة وممارسة كل صلاحياتك كرئيس للجمهورية اليمنية منحك الشعب ثقته فلا تجعلها مهزوزة أمام أعين ناخبيك.. كن أنت(عبدربه) فقط وليس عبداً للسلطة أو لشيء دنيوي.
هكذا توسم فيك الشعب حين انتخبك رئيسا له وتمناك فهل يجدك رئيسا يتحمل المسؤولية ؟ إن الوطن ينتظر، وإن وقوفك أمام الله قادم ليحاسبك عن كل نفس تزهق وامرأه ترمل وأسرة تشرد وبيت يهدم ومسجد ينسف ودور علم تسوى بالأرض..
أنت من ستحاسب ولن تجد في قبرك مجلس أمن يؤيدك، فاتق الله في هذا الشعب وتحمل مسئوليتك كقائد أو إن لم يكن ذلك، فعد للشعب وادعوه للدفاع عن نفسه واترك لأبناء هذا الوطن تحديد مستقبلهم ومواجهة سلاح الموت الذي يفتك بأبنائه ونسائه وأطفاله ويغتال ثورته ومستقبله.
المحرر السياسي
هآدي بين الإعتدال والإعتزآل 2948