تبقى الدولة هي ركن الوطن الأول وهي وحدها القادرة على فرض القانون والدستور وخلق مواطنة حقيقية للحب والتعايش وتبقى الدولة معنية بحضورها القوي للجم أي قوى تريد تغيير مسار الوطني وهي من يقدر على فتح معالم طريق واضحة للعدالة والمساواة وحين تغيب عن مفهومها كدولة يحضر التشظي والعنف وكل ما هو سلبي لأنها تركت الفراغ يملأه من لديهم القدرة على التواجد المعبر عن مصالح ذاتية أو مناطقية أو عمالة خارجية ويبقى رئيس الدولة رمزاً وطنياً لكيان دولة هو المعبر عن إرادة الشعب في خلق تحولات إلى الأفضل ولكن لا يمكنه تحقيق أياً من ذلك مالم يقف على أرضية صلبة تتمثل في البعد الوطني وإرساء مداميك الدولة المدنية الحديثة بقوة الدستور والقانون ولجم أي قوة طغيان تتمادي في خلق ضرر بالوحدة الوطنية وتمارس التعصب ببشاعة وترفض الانصياع إلى الحوار والى تمثل قيم الثورة والجمهورية..
ولعل الحوثية نموذجاً صارخاً لما نتحدث عنه, سيما في تماديها ورعونة توجهاتها والتي لا تؤمن بدولة ولا وطن وهو أمر يؤسف له أن نجد فخامة رئيس الجمهورية وهو يمثل دولة ورمز وطن يقف أمام تطورات دماج في حالة وسيط ليس إلا, ليعطل وظيفة دولة ويبقى مجرد صاحب مساعٍ حميدة ويغيب سلطة وطن ودستور وقانون ويخلق فعل الفوضى حين لا يستطيع تحريك مقدرات دولة لفعل ما يستحق أن يكون لإيقاف الباغي وما يمارسه من انتهاكات دستورية وإنسانية في المقام الأول, سيما وأن عبد الملك الحوثي نفسه يرفض الدولة الحالية ويدعو إلى ولايته باعتباره ابن بطنين ويرى رئيس الجمهورية شخصاً لا يستحق تصدر مهام قيادة وطن وليس من حقه وقد قالها صراحة لا ضمنا.. وبوساطة رئيس الجمهورية في إيقاف حرب دماج يؤكد للحوثي قوته وأنه لا يوجد قانون ولا دولة سوى الذين ينتهكون قيم إنسانية. ولسنا ندري معنى لرئيس يتحول إلى وسيط ليلغي حضور مؤسسات دولة ويعطلها عن العمل بدواعي الحرص على إنجاح مرحلة الحوار الوطني وليس أفضل من إنجاحه سوى الانحياز للعدل وضرب بيد من حديد كل الخارجين عن القانون دونما استثناء بدلاً من الوساطة التي لم ولن يحترمها الحوثيون إن لم تجعلهم يتمادون في غيهم.
ولسنا نعرف لو أن هذا حدث في الجنوب الحبيب كيف سيكون توجهات رئيس الدولة وهل سيبقى وسيطاً بين باغٍ ومظلوم أم انه سيعلن قدرة الدولة في مواجهات مشاريع العنف والعنصرية والقتلة.. سؤال لا نستطيع تقديم إجابة عنه غير أن الراهن يشير إلى تقاعس حقيقي من قبل الدولة في إيقاف العنف وليس القضاء عليه وهو أقل القليل و الأغرب من كل هذا أنْ تبقى وزارة الدفاع في حالة عجز كامل من أن تكون شيئاً يذكر وتمارس التضليل في أن الحرب انتهت في دماج ولا شيء من هذا بما يكشف أنها لمن يخمن في تواطؤ مع الحوثية هذا ما يقوله الشارع وليس نحن, فهل نجد من فخامة الرئيس القائد- حفظه الله- ما يعبر عن دولة ورمز وطن في لجم الحرب في دماج.. لتكن لنا مساحة أمل في أن الوطن إلى خير؛ أم ستبقى الوساطة لغة غياب دولة ومؤسسات وجيش؟!.. القادم هو الكفيل بالإجابة..
المحرر السياسي
ماذا لو كان العدوان بدماج يحدث بالجنوب؟! 4032