انتظرت خلال المدة الماضية أن أسمع عن اجتماع أو حتى تعميم من القطاع المختص بالنشاط الرياضي في وزارة الشباب والرياضة يحث الاتحادات على إطلاق منافسات الموسم الرياضي في الوقت المحدد، كما انتظرت كثيرا من قبل أن أجد دورا ملموسا لهذا القطاع على واقع الأرض من خلال الإشراف المباشر على المناشط الرياضية التي تقام في البلاد أو المشاركات الخارجية - إشراف بمعنى الكلمة - ووفقا للمعايير الفنية والإدارية والمالية المعمول بها في البلد والمنظمة للعمل الرياضي، وليس الإشراف المتلاحم بالسفر!.
لكن الواضح أن انتظاري سيطول، وقد لا ينتهي، وبعد مرور أشهر طويلة من قدوم الوزير الجديد، هاهي وزارة الإرياني ملتهية بالفروع عن الأصول، ومتفرغة لأمور لا تخدم الفعل الرياضي المباشر، بل إنها عاجزة عن القيام بدورها المفترض ميداينا والمتمثل بمراقبة عمل الاتحادات الرياضية وتقييم أدائها فنيا وماليا وإداريا، بالإضافة إلى مواصلة ما قامت به الوزارات السابقة من جهد لم يكتمل في بناء البنية التحتية للرياضة اليمنية التي تواصل معانقتها للتخلف على كل المستويات.
وعلى بعد أشهر قليلة من ختام الموسم الرياضي في دول كثيرة ما تزال ألعابنا كلها تتحسس خط البداية المتعثرة التي لن يكتب لها النجاح ما لم تساهم الوزارة بدورها الواجب في تمهيد الطريق بتوفير المخصصات وصيانة الملاعب والصالات، ومن ثم المراقبة والإشراف الندي، وليس عن طريق تحول الوزارة وقطاعاتها إلى مجرد تابع مطيع للاتحادات يتم شراؤه بسفرة هناك أو عضوية لجنة هنا !!.
وخلاصة ما أردت قوله هو أن دور وزارة الشباب والرياضة كبير ونجاحه يعد أساس تطور الرياضة اليمنية، وعلى عاتقها تقع مهمة كبرى تتمثل في مراقبة أداء الأندية والاتحادات الرياضية، ومدى تنفيذها لمهامها وفقا للوائح، وقدرتها في تسيير مواسمها بالطريقة المرسومة وفقا للخطط والبرامج القصيرة والطولية، بالإضافة إلى مراقبة قانونية صرفها للمخصصات التي تقدم لها لأجل تنفيذ النشاط الحقيقي وليس الصوري.
ذلك هو دور المطلوب .. وتلك هي المهمة التي نطالب وزارة الشباب القيام بها إضافة إلى بناء المنشآت وإيجاد مصادر مالية دائمة للتشغيل والصيانة، وليس مجرد الحضور الشكلي ومنح الشهادات المزورة لإثبات نجاح الفاشلين بثمن بخس لا يزيد عن "بوكت مني" في سفرية عابرة أو إكرامية حشر اسم في لجنة خالية المضمون.