وأخيرا وبعد عمليات الشد المتعددة لوجه الدوري العام لكرة القدم التي أصابته تجاعيد العشوائية، وأثقلت كاهله وغيرت ملامحه بشيخوخة الفتائت المتهاطله عليه من كل حدب وصوب وبعد عملية مخاض عسيرة شهد عليها مندوبو وممثلو أندية الدرجتين الأولى والثانية سينطلق دورينا الكروي للموسم 2012-2013م ببركة الله في الأول من مارس القادم بعد أن قاربت الدوريات في العالم من حولنا على الانتهاء.
وجاءت الموافقة من ممثلي الأندية بعد حصولهم على نسبة الزيادة التي تأخر الدوري من أجلها، ولهذا وافق ممثلو الأندية على الفور دون قيد أو شرط نظرا للأعباء التي تنتظر أنديتهم طوال مدة الدوري المسماة في بلادنا فقط بالشاقة والطويلة، بينما في بلدان العالم أجمع تعرف الدوريات وتوصف بالمتعة والشيقة، ولأننا شعب نحب التنظير والكلام الكثير، ويعتمد في جميع أعماله على الافتاء لوصف الدواء لكل داء دون الرجوع للوائح القانونية لأي شيء كان ناهيك عن ضعف القائمين والممثلين لإدارات الأندية المفتقرة لأبسط مقومات الأندية المحترمة، وقبل هذا وذاك افتقار شخصيات تلك الإدارات للإرادة الصادقة والعمل الجاد لأجل بداية صحيحة وقوية لانطلاق النشاط الرياضي لكرة القدم حقيقة خالية من كولسترول الفساد وقراءة فاتحة الكتاب من قبل الشيوخ والأسياد.
وكمحصلة طبيعية لذلك فقد وافق مندوبو الأندية وبالإجماع على انطلاق دوري المتردية والنطيحة وبعد موافقة الحاكم بأمره والذي تعهد أمام الجميع بتقديم مبلغ الدفعة الأولي لتسير النشاط الكروي ليعلن بعد ذلك انطلاق دوري العيسي اليمني لكرة القدم على غرار دوري زين السعودي ودوري اتصالات الإماراتي وسط فرحة عارمة عمت الجميع وللأمانة الكل يشتي يتخارج والسلام، فالي متى سنظل عديمي القرار مسلوبي العقول مفتقدين لبصيص من بصيرة العقل والمنطق المصدق دائما لكلام الشيخ باصمين بالعشر لوصايته الأبدية على كل كبيرة وصغيرة بواقعنا الكروي مجددين بذلك عادة البدوي الأصيل في إكرامه للضيف بدعوته لوليمة أو مناسبة بقوله "بسم الله" والرد عليه من الضيف "أي بالله" بمعنى الإقرار والتسليم والموافقة على كل شيء من أجل لا شيء دون السؤال عن الحال والمائل.
هناك من يقول بأن هذا الكلام لا داعٍ لذكره طالما واتحاد الكرة ووزارة الشباب قد توصلوا لحل ذلك الجدل البيزنطي بإقامة الدوري من عدمه خوفا من رجوع الأخوة الأعداء في كلامهم ويؤجلوا انطلاق الدوري لأجل غير مسمى بالمقابل هناك من يؤكد عكس الكلام السابق ويدلل على ذلك بخروج معظم ممثلي الأندية إن لم يكن معظمهم بعد الموافقة على انطلاق الدوري بزيادته الجديدة من القاعة للحاق بوجبة الغذاء دون سماع بنود اللائحة للبطولة وكان الأمر لا يعنيهم ولسان حالهم يقول المهم انطلاق الدوري وحصول أنديتنا أو بالمعنى الأصح حصولنا على الزيادة المالية المقررة ومن ثم لكل حدث حديث!.
مع العلم أن الموسم السابق 2011-2012 عباه وشابه العمل غير المنظم نظرا لوقته الطويل وكثرة توقفاته المحرجة ولقراراته العشوائية المرتجلة بتهبيط نادي والإبقاء على الآخر كما حدث في قضية نادي 14 أكتوبر وسلام الغرفة وإلى الآن لم يبت بينهما نظرا لمذهب اللائحة المريح والمريح جدا لمصلحة هذا وضد ذلك إلا ينبغي أن نتعلم من أخطائنا السابقة في كل موسم؟! .. أيعقل أن نظل عرضه للسخرية من جيراننا ؟! .. جراء العشوائية المصاحبة للعمل الإداري ابتداء من أنديتنا ومرروا باتحادنا المعنى باللعبة وانتهاء بوزارتنا الخاص والرسمي لمنظومتنا الرياضية ككل متى سنتخلص من طغيان الجهلة والدخلاء على واقعنا الرياضي ؟! .. نسُاق كالرعية ونحتكم لأمر الشيخ الذي له حق في كل شيء في حياتنا.
لا أعتقد أن شيخ الكرة أكثر حرصا على دواران الكرة في ملاعبنا بداية مارس القادم من الأندية وممثليها وإلا لما غادروا القاعة قبل سماع بنود اللائحة المنظمة للدوري القادم ومناقشتها بند بند اما اذا كان صاحب الحاجة مُعني بالطلب فعلى ذلك فللشيخ مطلق الحرية في التلاعب ببنود اللائحة كالبيضة والحجر، ثم أيها الإداريون الموافقون على انطلاق الدوري بخنوع وقلة حيله ما هي ضماناتكم وشروطكم المفروضة على اتحاد كرة القدم إذا لم ينطلق في وقته وموعدة ؟! .. أم أنكم هكذا موافقون ومصفقون على طول طالما والمخرج عاوز كده .. والله من وراء القصد.