في كل زمان ومكان تلعب (الجمعية العمومية) دورا مهما وحاسما في تقويم مسار الأطر الرياضي نحو التطور والرقي .. منها تأتي المجالس الإدارية للاتحادات والأندية عبر (الانتخاب) وفق نظام أساسي ترتكز عليه تلك الهيئات العمومية .. من أولوياتها كحق مشروع مناقشة التقارير الإدارية والمالية والفنية نهاية كل موسم.
هذه البديهيات والمسلمات عند خلق الله (الفاهمين) تحملهم (المخلصون) لأوطانهم من الضروريات التي يسيرون عليها .. ولذا تركونا خلفهم بالآلاف الأميال نغرد خارج السرب، لأننا مع الأسف ندير رياضتنا بالمقلوب .. لم نصحح وضع الجمعيات العمومية غير الشرعية في غالبتها .. تركنا حبلها على الغارب، فكانت النتيجة مشوهة, مخجلة أدت لانهيار رياضي متكامل .. أهم أسبابه ضعف (الجمعية العمومية) في كل الأطر الرياضية .. وخير مثال يمكن أن يطرح ليختصر الموضوع برمته اتحاد الكرة وجمعيته العمومية المنقادة بصورة فاضحة ومقيتة للاتحاد ورئيسه أحمد صالح العيسي الذي أضحى من خلالها لا يكتفي بتشكيل اتحاده وحسب بل ومعظم الاتحادات الأخرى .. وأخشى أن يأتي يوم نرى فيه رئيس اتحاد الكرة يحاسب الجمعية العمومية ويقيلها!!.
استهل الاتحاد العام لألعاب القوى موسمه الجديد بدعوة الجمعية العمومية لمناقشة النشاط الداخلي والخارجي .. تم الانفاق على هذا الاجتماع قرابة مليون ونصف ريال .. ما هي الفوائد والأهداف المرجوة من عقد هذا اللقاء ؟! .. سأختصر الإجابة في السطرين الآتيين .. محاكاة شيخ الكبة، وتبارك قفز الاتحاد على الزانة بوثب قصير وطويل إن لزم الأمر، وتعلن الطاعة بالقول كل تمام يا شيخ شاجع .. والمقدشي مع الأسف لم يتبين له الخيط الأبيض من الأسود للعبة، لأن من حوله معظمهم مشي حالك.
يعيش الاتحاد العام لرفع الأثقال حالة كساد وركود ويبدو أن اللعبة ستصل خلال السنوات القادمة لأسوأ حالاتها .. لأن رئيس الاتحاد الدكتور (الخبير) عبدالله الجرمل يغض معظم وقته في دوله قطر بحجة أنه نائب رئيس الاتحاد العربي، والحقيقة أن هجرة الجرمل للديار القطرية تأتي من أجل زيادة (الغلة) كما قيل .. فبمجرد وصول الدكتور لمطار الدوحة يشتغل عدادا النقود والحسابة بتحسب .. وفور مغادرته لقطر تتوقف الحصالة .. وبين حانا ومانا ضاعت لحانا.
من أهم مشاكلنا إننا لا نعطي كل ذي حق حقه .. مثلا: الكابتن ثابت نعمان الأعظمي مدرب منتخبنا الوطني في لعبه المصارعه .. حقق لبلادنا إنجازات متميزة .. وصلت لـ(160) ميدالية ملونة .. رفعت من خلالها راية اليمن من مختلف المحافل الدولية .. ماذا أعطيناه وكيف كرمنا مدرب أحيى اللعبة من العدم!! .. منحناه نصف ما يستحق من عطاء ووفق لائحة التكريمات .. استقطعنا عليه مليون ريال وأعطيناه الفتات نظير ما قدم.
العزاء الوحيد أن المدرب الكبير ثابت نعمان يحب اليمن ربما أكثر من بعض أبنائها المتسلقين والوصوليين الباحثين عن مآربهم الشخصية.
أنور عون
الساعة بخمسة جنية والحسَّابة بتحسب !! 1695