القول الدارج في عدن، وغيرها من بلاد الله أن من لطمك عماك، طبعا هذا في حالة الصراع المتلاحم، والمقصود بـ(عماك) هو إنه أفقدك القدرة على التصرف المناسب في الوقت والمكان المناسب، وليس العمى بمعناه عدم الأبصار، إلا أن الاتحاد اليمني لكرة القدم يريد أن يثبت لنا عكس المقولة والتأكيد على أن اللطمة الأولى قادرة على أن تفتح عيون المتعامي أو تعيد السمع إلى من به صمم.
أقول ذلك بعد أن تابعت تحركات الاتحاد اليمني لكرة القدم المتعلقة بتعجيل خطوات الاستعداد لمواجهة منتخب ماليزيا في المرحلة الثانية من تصفيات كأس أمم آسيا – أستراليا 2015م - ولسان حاله القول: "فهمتكم" بعد أن سقط منتخبنا على أرض الشارقة باللطمة الأولى أمام المنتخب البحريني الذي كان بإمكاننا أن نتجاوزه لو كنا أحسنا التحضير للتصفيات ولم يذهب اتحادنا ومدربنا ولاعبونا إلى إجازة ليس من ورائها إلا خراب الجاهزية التي كانت تحققت قبل بطولتي غرب آسيا وخليجي 21.
ويمكنني القول إن خطوة مثل هذه تدل على أن الاتحاد أصبح يفهم ويعلم ـ أو هكذا نتمنى ـ الطريق الصحيح لتحقيق الانتصارات التي تبدأ من خلال الاستعداد الجيد، لكنني في الوقت نفسه لابد أن أنبه الاتحاد وقيادته إلى أن للنجاح مقومات كثيرة منها حسن اختيار الكفاءات الفنية والإدارية المعنية بتنفيذ المهام، بالإضافة إلى توفير متطلبات الاستعداد، ومتابعة مراحله أولا بأول وفق رؤية فنية تراعي التخصص وتنتصر للاختصاص، وليس من باب البحث عن المنفعة الخاصة وهبر العمولات التي تذهب في معسكرات خالية من دسم المباريات الودية القوية والمناسبة الغائب الأكبر عن مراحل إعداد منتخباتنا الوطنية.
وحتى لا تأتي اللطمة الثانية - ماليزية - وتصيب حظوظ عبرونا إلى النهائيات الآسيوية بالعمى الكلي، فإن شهر ونيف من الزمن مرحلة غير كبيرة لإعداد منتخب قادر على حصد النقاط في تصفيات صعبة، وأمام منتخب يتطور، ويجب أن يستغل الوقت في الاستعداد الحقيقي للحدث المنتظر، وأن توظف له كل المتطلبات .. طبعا بعد مراجعة الكثير من الأمور الفنية والإدارية المتصلة بالمنتخب، بالإضافة إلى عقد جلسة فنية مع المدرب (توم) تعيد إليه صوابه الفني - إن كان له صواب ! - وتفرمل قناعاته البلهاء بخصوص ضم واستبعاد بعض اللاعبين بطريقة ليس فيها ما يدل على أننا نتعامل مع مدرب محترف (!!!).
فرحان المنتصر
زاوية حادة: بعد اللطمة الأولى!! 1564