sraeed@gmail.com
لا يختلف اثنان على أن تزايد الاهتمام بظاهرة "التلوث البيئي" التي باتت تؤثر تأثيراً مباشراً على جميع جوانب حياة الإنسان، الصحية منها والاقتصادية والتنموية بشكل عام، وذلك بسبب ما يشكله التلوث البيئي على اختلاف أشكاله من خطر مباشر أو غير مباشر يتمثل في تلوث الماء والهواء والتربة، والتأثير السلبي للضجيج وما يترتب على هذا كله من ضرر على الإنسان، والنباتات والحيوانات أيضاً، ومن إخلال بعناصر التوازن البيئي على الأرض التي استخلف الله الإنسان فيها ودعاه إلى عمارتها والمحافظة عليها.
ومن المؤسف أننا نلاحظ أن التلوث البيئي في مدننا الكبرى وخاصة الصناعية منها يزداد سنة بعد أخرى، وذلك كلما ازداد عدد السكان، وبالتالي عدد وسائل النقل، والمصانع ومنشآت المرافق العامة وغيرها من مصادر التلوث الأخرى، لذلك فقد بات من الضروري أن تبذل الأجهزة المعنية جهوداً لمراقبة جودة الهواء والماء والتربة، والسعي إلى الزام الجميع تطبيق الأنظمة والقوانين البيئية المعتمدة ، ومن المعروف أن السبب الرئيسي وراء ظاهرة التلوث البيئي هو إساءة استخدام الموارد الطبيعية بشكل يؤدي إلى تزايد الفجوة بين أساليب الحياة العصرية بمنجزاتها التقنية المعقدة وبين مكونات النظام البيئي ، ومع هذا فإن تعقد الحياة، وضعف الوعي البيئي، وعدم وجود برامج شاملة ودائمة للاستفادة من المخلفات والنفايات بطرق علمية، وما يضاف للبيئة يومياً من ملوثات الهواء والماء والتربة من مخلفات وسائل النقل والمصانع، والتلوث الإشعاعي، والتلوث الكيميائي والتلوث الصوتي والضوئي وغيرها، تسبب العديد من الأضرار والمشكلات التي قد لا يمكن تقدير خطورتها الآن ،التلوث البيئي الذي بدأ منذ عقود ، أمام التوسع الصناعي واستخدام المواد الكيماوية من أصبغة ومواد أولية ونواتجها واستخدام الأسمدة في عملية التوسع الزراعي .
ظهرت المشاكل البيئية وصدرت القوانين والتعليمات التي تنظم وتحدّ من تلوث بيئي خطر بدت أخطاره تظهر على الملأ، ومع ذلك مازالت الحياة البيئية في اليمن في تراجع واضح .
لماذا لا تقام ندوات ودورات تعليمية وتدريبية تهدف إلى تأهيل الكوادر المناسبة في المؤسسات الخدمية لدراسة المشاريع الصناعية المقدمة إلى مديرياتها وكيفية تقديم المساعدة والخبرات لأصحاب هذه المشاريع بما يخص الشأن البيئي؟..
النفايات الصلبة هي من أخطر نواتج الصناعة المدمرة للبيئة إذا لم يتم التعامل معها بشكل مدروس وتقني لإبعاد تأثيرها السلبي على حياتنا ، في الماضي كنا نتخلص منها بشكل عشوائي بنقلها إلى أماكن بعيدة عن التجمع السكاني ، ومع ازدياد كمياتها بسبب التوسع الصناعي مؤخراً أصبحت ترمى بالقرب من المدن وسكانها، وتسبب في تلوث المياه السطحية والجوفية بسبب رشحها في التربة، و لابد من خطة مدروسة لمعالجة هذه النفايات الصلبة.
في الختام، يهمني ان اؤكد انني لست بصدد سرد جميع جوانب المشكلة البيئية التي بات جلياً ان عدداً من مدننا الكبرى اصبح يعاني منها، كما انني لست بصدد استقصاء كل الحلول لهذه المشكلة، وإنما جل ما ارمي اليه هو لفت النظر الى تفاقم هذه المشكلة، والتأكيد والتشديد على ضرورة مراقبة جودة عناصر البيئة عموماً، والهواء خصوصاً، في مدننا، وأهمية الالتزام بالأنظمة والقوانين البيئية ، حتى لا يصل التلوث البيئي الى حدود تصعب بعدها السيطرة عليه ولكي تبقى مدننا نظيفة نقية البيئة اذ هذا هو واحد من اهم الاهداف التي نسعى إليه وما جعلني اكتب عن التلوث البيئي والخوض في الحديث عنه هو ما قد كنت نشرته في عدد سابق بعنوان (ظاهرة التلوث البيئي وخطره على المجتمع ) فقد التقيت بنفس الشاب الذي حدثني عن مشروع قام بعمله والذي يتعلق بجهاز يقوم بالحد من ظاهرة التلوث البيئي ، حيث قام بعرضه على المختصين بالمحافظة وأبدوا تجاوبهم النسبي معه، ولكن الى الان لم يتم التواصل معه رغم نجاح المشروع وتجربته من قبل المسئولين في المحافظة، وهو ما زال من يوم الى يوم يتردد على مبنى المحافظة ليتم استكمال المشروع.. فمن هنا لا يسعنى إلا ان اوجه رسالة الى الاستاذ محافظ محافظة تعز شوقي احمد هائل الذي تعودنا منه الاهتمام بمثل هذه الكوادر، والنظر لمثل هؤلاء الشباب والذي ربما يعيق وصولهم اليه بعض البطانة او بعض المستشارين الذين يثق بهم وهم ربما ليسوا اهلاً لها .
رائد محمد سيف
مخاطر التلوث البيئي 1886