بإجماع الجميع تقريبا، وصفت مشاركة منتخبنا الوطني الأخيرة في بطولة (خليجي 21) المقام في مملكة البحرين بـ "الفاشلة" عطفاً على نتائجه الباهتة التي حصدها، وعلى المستوى الركيك الذي ظهر به، حيث قدم نسخة أخرى من إصداراته المتواصلة والمعتادة التي يحملها دوماً وأبداً أينما حل وأرتحل، فباتت مسألة فشل المنتخب الأول ومواصلته لعزفه المستمر على "أوتار السقوط" تبدو منطقية وواقعية إلى حد كبير، لم تعد مخفية عن الجميع إذ أصبح يدركها الأبله، ويبصرها الأعمى ، ويسمع بها من بأذنه صمم .. كيف لا !! وهي تتحدث عن نفسها وبشواهد كثيرة ابتداء من موجه الغضب العارمة التي اجتاحت الشارع الرياضي المستاء من حال منتخبها "العقيم" في عدم إحرازه لهدفه اليتيم، في مشاركته الأخيرة الفاضحة بكل المقاييس على الصعيدين (الفني والإداري)، ومختتمة بتراجع وتقهقر تصنيف منتخبنا الذي وصل به الوضع إلى أن يتبوأ المركز "165" في التصنيف العالمي للفيفا (خلف كلاً من فلسطين ومينامار والمالديف)، الحدث الذي لا يحتاج إلى جدال وفصال حول حقيقة الإخفاق والهبوط المستمر لمنتخبنا، والأمر الذي كان يتطلب المزيد من الوقوف على مكامن الأخطاء وإبرازها على الساحة لوضع النقط فوق الحروف، ومحاولة البدء في الإصلاح والترميم، وقبل هذا وذاك كان يجب الاعتراف بأن هنالك مشكل إداري وتقصير، بسبب صداع مزمن وكبير، يتقوقع في رأس المنظومة الكروية (لابد من الحد منه)، لا أن يتم التعالي بترقيع الفشل ومداراته بمسميات جديدة، أو تلميعه بمسكنات موضوعية، أو حتى بإبر إعلامية مخدرة تدعي النجاح، مثل ما تنتهجه "ثلة الأنس" في المدة الأخيرة، أصحاب المهمات الخاصة من "ذوي الدفع المسبق" الذين غالباً ما يقتاتون من تزييف الحقائق بضرب الدفوف والتلاعب بالحروف بقية نيل الرضا من ولي النعمة "عداد الألوف".
حقيقتا كنت أتمنى أن نكون أكبر من هذا وإن يترفع هؤلاء عن مسألة الحديث عن تطور حالة منتخبنا "المضحكة" ومداراتهم لفشله، والذي يرون خلالها أن الانهزام بأقل الأهداف أو الوصول إلى قوائم وعارضات مرمى الخصوم يعد بحد ذاته إنجازاً وتطوراً (حتى لا نضحك على أنفسنا، ولا نضحك من هم حولنا على ردائه عقولنا وضحالة أفكارنا)، وكنت أتمنى أن لا يتم التمسك بحجة أن منتخبنا قدم مستوى رائع "خيالي" رغم ضعف الإمكانيات طالما وأن هنالك أرقام مهولة "تتطاير" أنفقتها الوزارة والاتحاد في "بدل سفر" وفي هدايا "لا تبغي ولا تذر" كانت كفيلة في تغيير ملامح صورة قبيحة يظهر عليها المنتخب الأول في كل مشاركة شاردة وواردة إذ ما تم تصريفها بالشكل السليم.
ختاما أرجو أن يضعوا الإشادات "الفقاعية" التي حظيت بها بعثة جيشنا الجرار من باب "جبر الخواطر" جانبا، فنحن نتكلم عن أرقام ومعطيات لا تحتاج إلى تزييف ومثل ما يقول صديقي (الكلام الخالي من الأرقام هو أصفار مثل الأصفار التي حصل عليها المنتخب.. وبس خلاص.

(طــرفة) *********
شيخ من إياهم لا له في الكبة ولا المكبة كان كل ذنبه أنه كان ضمن بعثة الجيش الجرار في البحرين، سأله أحد الصحفيين: المنتخب اليمني لم يحقق أي نتائج إيجابية في الخليجي، فهل يمكن أن يفعلها في خليجي (21) !؟ قال: من قال إننا لم نحقق نتائج إيجابية، استضافة بطولة خليجي (20) بالنسبة لنا أكبر نتيجة إيجابية!!!.