الإعلان الذي جاء على لسان وزير الشباب والرياضة قبل أيام لعقد المؤتمر الأول للرياضة في مارس المقبل بمحافظة تعز ما هي إلا مسكنات ومهدئات ونوعا من التخدير لامتصاص غضب الشارع الرياضي نتيجة لتلك الإخفاقات المتتالية لرياضتنا ككل على وجه العموم ولرياضة كرة القدم خاصة، وما كشفته المشاركة الأخيرة بخليجي 21 بمنامة البحرين الذي جعلت من منتخبنا والوفد الإعلامي المرافق له بعددهم المخيف وجبة دسمه بل وأضحوكة البطولة، وظلت المنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي مشغولة بمنتخبنا، وتسخر من وفدنا وتعلق على ذلك طيلة أيام البطولة حتى خرجنا بصفر من النقاط، ومثلها الأهداف، وأما المدرب البلجيكي فتلك المصيبة الكبرى ذكرني بالمثل القائل (عمياء تخضب مجنونة)، فلكم أن تتصوروا أن مدربنا المنُظر من أكثر المدربين حبا بالظهور على شاشات التلفزيون والمقابلات الصحيفة، وكان الهدف منها تسويقه خليجيا، وكل هذا طبعا على حساب منتخبنا وشبابه الذين بذلوا المستحيل لتمثيل البلاد والعباد خير تمثيل، لكن ما باليد حيله، فأغلب الشباب تنقصهم الخبرة في مثل هذه المناسبات ناهيك عن مدرب فاشل وعاطل عن العمل يجيد الكلام والتنظير والفلسفة الفارغة، حيث ظهر ذلك من خلال تصريحاته المجنونة والهيسترية وكلامه غير المسئول وانبهاره بالهالة الإعلامية، حيث كان يستجدي ويلهث وراء اللقاءات والمقابلات التلفزيونية لدرجة أنه أول مدرب تم استضافته على قناة (الدوري والكأس( في برنامج (The Manger).. لنرجع لمؤتمر الرياضة الأول الذي يعتبر طوق النجاة وأكذوبة جديدة لاستمرار الفشل والفساد الذي نعانيه.
ليذكرني بتلك المقولة (إذا أردت أن تبيع قضية ما فاصنع لها لجان)، وهاهم يسارعون ويسابقون الزمن لتغطية فشلهم وألاعيبهم بفشل جديد ولعبة جديدة باعتقادهم أنها ستمر مرور الكرام.
يا ناس يا عالم الاتحاد القطري أقال أتوري مدرب المنتخب والاتحاد السعودي إقال ريكارد، ومجلس الشورى العماني أستدعى البور سعيدي رئيس اتحاد كرة القدم لمحاسبته ومسائلته عن أخفاق المنتخب وأصحابنا سيعقدون المؤتمر الرياضي الأول.. عيب!!.
ومن ثم كيف - بالله عليكم - سيعُقد هذا المؤتمر لتطوير الرياضة حسب زعمهم للبحث عن المسببات الرئيسة التي تعيق رياضتنا وإصابتها بالكساح وفي الغالب بالشلل التام من الأسماء نفسها والأشخاص الذين أعاثوا فيها الفساد.
معظم الأسماء التي ضمت اللجان الثلاث الأساسية والتحضيرية والإشرافية أو الاستشارية هم الداء بعينه مجموعة البسوس التي نخرت هيكل الرياضة من الداخل لكنهم بأسلوب الحذق والفهلوة زجوا بأسماء ضمن تلك اللجان مشهود لها بالنزاهة والشرف لكنهم بالمقابل لن يقدموا ولن يؤخروا بحكم أنهم منظرون فقط، ولا يشاركون في صنع القرار.
ومن هنا أقول إذا كان وزير الشباب والرياضة يريد فعلا الانتصار للرياضة والارتقاء بها، ويسعى جاهدا وبأمانة وصدق لتصحيح المسار فعليه عمل الآتي:
1- عدم ترشيح اسمه شخصيا لرئاسة المؤتمر.
2- وضع أسماء في اللجان الثلاث مشهود لها بالنزاهة في العمل الرياضي من ذوي المؤهلات التعليمية العالية، وهم كثيرون لكنهم بعيدين عن العين.
3- عدم وضع أي اسم من وزارة الشباب والرياضة والاتحادات العامة الذين هم أصل التراجع الذي نعانيه.
4- إعطاء الصلاحيات الكاملة لهذه اللجان لاتخاذ القرارات المناسبة واللازمة للخروج برؤية تخدم الرياضة والرياضيين.
5- العمل على امتصاص غضب الشارع الرياضي بتعيينات جديدة إداريا وفنيا.
ومن ثم الرفع لسيادتكم يا معالي الوزير بتلك القرارات والتوصيات، وعلى ضوء ذلك يمكنكم معرفة أماكن الضعف والخلل، وبالتالي سيمكنكم من اتخاذ القرارات والتعيينات الجديدة التي بإمكانها.. لعل لك تصلح ولو قليل من الانحدار الرهيب والاعوجاج المخيف لمسار رياضة الوطن.
أما إذا اردتم العمل بالمنظومة وبالأسماء المأساوية نسها التي أصابت رياضتنا بالعقم ومحبيها بالإحباط، فأسمح لي أن أذكرك بالمثل القائل (حاميها حراميها) وفاقد الشيء لا يعطيه، وأنتم لستم اليوم.
في الوسط الرياضي فلكم باع طويل وتجربة ليست بالقليلة لمعرفة الصالح والطالح، فحاول ولو بقدر الإمكان إصلاح ما يمكن إصلاحه، وأبتعد عن تلك المقولة (لا يصلح العطار ما أفسده الدهر).. ودمتم. والله من وراء القصد.