تهل علينا اليوم الذكرى الرابعة والأربعين لتأسيس صحيفة 14 أكتوبر من مدينة ومحافظة عدن وقسمها وصفحتها الرياضية التي كانت أعظم وأجمل مدرسة للإعلام الرياضي الناشئ والمتلمس خطواته الأولى والباحث عن بصيص للنور، ومواكبة تلك الأحداث والأنشطة الرياضية التي كانت تزخر بها عدن، وكان لابد من مواكبة تلك الأنشطة، وخلق ثقافة رياضية تسير بالتوازي مع سيل النشاط والإبداع الرياضي الذي كانت عدن تسبق به الجميع بسنوات ضوئية.
وبهذه المناسبة ما أحوجنا لتذكر ذلك الرعيل الأول المؤسس والمؤثر، وواضع بصمات الإجادة والتميز حتى يومنا هذان ولن تجد مبدعا رياضيا وقلما يشار إليه بالبنان حتى اليوم إلا وهو أحد خريجي تلك المدرسة والجامعة التي أسسها أساتذة أفذاذ ورواد أجادوا فن الإعلام الرياضي باقتدار أمثال الأساتذة (محمد عبدالله فارع / محمد البيشي / جعفر مرشد / محمود مدي / وآخرين) ثم جاء جيل الإمتاع والإبداع أمثال الأفاضل (محمد سعيد سالم /حسين يوسف / هاشم عبدالرزاق /عوض بامدهف / أحمد راجح سعيد / عزيز الثعالبي / سعيد الرديني / وغيرهم كثيرون).
فالصحافة الرياضية اليمنية خاصة بدأت وترعرعت واستقام عودها ونثرت أريجها الطيب والرائع من صفحات وصحيفة 14 أكتوبر التي كانت المنبر الأول والأهم والأعرق والراقي في كل ربوع الوطن شماله وجنوبه.. وقدمت الصفحة الرياضية مشاتل إبداعية وأقلام رياضية لم تخرج من بيوتها، وإنما خرجت من حدائق (الكمسري) و(الحسيني) وكورنيش المكلا والساحل ومن عناقيد العنب في وادي حسان وصحراء شبوة.. فقرأنا إشعار بازياد النثرية فيها ومعلقات العولقي منها.. وجرأة الأعسم / البدوي ابن البدوي / يرحمه الله.. وشياكة علي ياسين..وصرامة وحدة ناصر محمد عبدالله.. وطابور طويل من الإبداع.. والصحيح أنهم كانوا حديقة فواكه تحتار لمن تقرأ منهم ومن تدع.. ولا تدع.. ولا تستطيع أن تدع أحد منهم أبدا.
واليوم في الذكرى الرابعة والأربعين وأمام هذه الكوكبة من الإبداع الذين زانوا وزينوا الصحافة الرياضية اليمنية ومازالوا حتى اللحظة يرسمون بأناملهم أحلى الأشعار في جميع وكل منظومة الإعلام الرياضي ورقيا وإكترونيا فإننا نرفع آيات الثناء والتقدير والعرفان لمن سابق الزمن وتحدى ظروف وغياب أكاديميات الإعلام الرياضي.. بل إنه تفوق عليها.. لأنك تكتشف دون عناء أن أحدا من كل هؤلاء لم يكن خريجا من كلية إعلام أو جامعة صحافة رياضية.. لأنهم كانوا بعطائهم أكبر وأرفع من تلك الجامعات، وصارت الكليات هي من تحتاج لخبراتهم وتجاربهم العملية.. وفي الوقت الذي نهنئ صحيفتنا ومدرستنا الأولى (14 أكتوبر) التي منها تخرجنا وتعلمنا وعرفنا الناس وتعرفنا بهم.. فإن مدرسة الإبداع الرياضي إعلاميا كان يجب أن تكون أفضل وأجمل وأعظم مما هي عليه وبوسعها مواصلة رحلة الإبداع والتألق ورسالتها الأكاديمية كمدرسة رائدة.. ولكن الأمل كبير والثقة متزايدة بأن الغد سيكون أفضل.. وعودة النوارس إلى شاطئها لتفرخ، وتنجب الزيد من الإبداع.. الصفحة الرياضية في (14 أكتوبر ) كانت القلم والريشة والنافذة التي خرجت منها كل عصافير وكروانات اليمن للتغريد.. أرجوكم أيها الرياضيون إحياء ذكرى هذه المدرسة.. عفوا الجامعة.
عيدروس عبد الرحمن
الكروان مرَّ من هنا !!! 1879