أثناء وخلال أيام بطولة خليجي 21 في المنامة، وحين تأكدي من خروج منتخبنا الوطني صفر اليدين أثرت الصمت على الكلام والكتابة في حينها لأني راهنت على ذلك واقتنعت بأن السكوت من ذهب.
واكتفيت بمتابعة الأخبار من هنا وهناك للمباريات واللقاءات والمؤتمرات الصحفية للمدربين قبل وبعد المباريات، وكنت مهتم جدا ببرامج الفضائيات الحوارية كبرنامج (المجلس والديوانية وخليج والنعم) لمشاهدة الجدل المبرر وغير المبرر لعدة قضايا رافقت خليجي المنامة الأكثر من رائع من وجهة نظري المتواضعة، أنا هنا لا أتكلم عن حفل الافتتاح، ولا حفاوة الاستقبال، ولا حتى على مملكة البحرين ككل، أنا أتكلم عن إعجابي بمستوى العراق والإمارات والذي باعتقادي استحقا التأهل للنهائي بكل جدارة و استحقاق، وهما الأحق بحمل كأس خليجي 21.
أما عن فضائح ومهازل اتحاد الكرة ووزارة الشباب والرياضة فلا داعٍ لذكرها لأن الشارع الرياضي قد وعى كل صغيرة وكبيرة وشاردة وواردة ابتداء من وصول الجيش الجرار للمطار بطائرة الأمم المتحدة للأمور المستعجلة وفي حدود الساعة الحادية عشر ليلا ليأخذوا إخواننا في المنامة على غفلة لتمرير ذلك الوفد الذي تسبب بحالة طوارئ تعد الأولى من نوعها في المنطقة الخليجية منذ إقامة أول بطولة وبالمناسبة بالمنامة بدولة البحرين قبل أن تتحول مؤخرا لمملكة وانتهاء بمغادرة البعثة المحملة بهدايا ما خف وزنه وغلا ثمنه مقابل كرامة وطن نزعها البعض على أبواب أمراء البحرين قبل الدخول لتقديم أوراق المهانة وإهدار ماء الوجه وغيرها بحجة المساعدات وطرق الاحتيال الرخيصة ضاربين بسمعة بلادنا عرض الحائط وكله على بعضه حج وبيع مسابح!!.
ولأن المطبلين كُثر والرافضين أكثر فقد جئنا مشاركة فاشلة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ويرجع الفضل في ذلك طبعا لأصحاب القرار أنفسهم والمصيبة أنهم بشريحتين وبوجهين وكل وجه أخبث وأدهى من الآخر، فمثلا يقول شيخ الكبة أننا سنذهب للمنامة للمنافسة، ويضيف أمين سره شيباني بأننا سنكون (الحصان الأسود)، والله ما طلعنا إلا (!!) ضائع وتائه لا يعرف رأسه من رجله، ووزير الشباب يتكلم ويرغي بالمثل لا أعلم من يغالطون ويخادعون، فالكل يدعي وصلا بليلى.. وليلى منهم براء.
تعالوا لنعرف ردهم أنفسهم على مقابلات صحيفة وتلفزيونية بعد خروج منتخبنا يجر أذيال الخيبة والحسرة خالي الوفاض من النقاط والأهداف:
شيخ الكبة والذي أثبت أخيرا أنه شيخ على نفسه في مقابلة صحيفة قال: "إن منتخبنا صفر على الشمال".. وحميد شيباني أصيب بالعجم ويبدوا أن لسانه قد سقط في دهاليز البطولة من كثرة كذبه ونفاقه!!.. والأخ الوزير المحترم في مقابلة تلفزيونية يقول بالفم المليان: "منتخبنا قدم مستويات رائعة تفوقت على كل المستويات السابقة بتاريخ مشاركاتنا السابقة!!".
بالله عليكم هذا الكلام وممن من أعلى قمة هرم الرياضة اليمنية أنا أسمي هذا استخفاف بعقول الناس، لأنهم مازالوا في ظلالهم القديم بأن الشارع الرياضي مازال لديه متسع من الوقت لتصديق كذبهم وخدعاهم.. يا اتحاد المشايخ ويا وزارة الشباب والرياضة أصحوا من سباتكم، فالشارع الرياضي قد أصبح مريض من رائحة العفن التي تمارسونها من خلال ألاعيبكم ومكركم في منامة البحرين أنتم وجيشكم الجرار، وأعيدها للمرة الألف لأنكم سبب بهذلتنا في جميع الوسائل الإعلامية الخليجية سواء كانت مرئية أم مسموعة أم مقروءة.
فإلى هنا يكفي ونحن مش ناقصين بهذلة وقلة عقل!!، وإذا أردتم الكرامة والعيش بحرية بعد هذه المهازل التي كبدتنا وسودت عيشتنا قبل أن تكبد خزينة الدولة وسمعه بلادنا الكثير والكثير.
أقولها كلمة ولتبقى في أذهانكم وعقولكم، وأعتقد بأن الكثير سيوافقني عليها "أرحلووووا " يا خلق الله وخلوا الرياضة لأهلها وما قد مر يكفي قبل أن ينقلب السحر على الساحر، وتقوم ضدكم ثورة شبابية رياضية، فارحلوا ولا تركنوا على المؤتمر الأول للرياضة الذي سينعقد في تعز لأنكم تعرفونها عز المعرفة، فهي من أطاحت بنظام دولة وحكومة دام الثلاثة عقود، فمن الطبيعي أن لا يستعصي عليها أفراد تحكموا بمسار رياضتنا وأسوأ لسمعتنا في الداخل والخارج.. والله من وراء القصد.
عيدروس الفقيه
ما بعد النكسة !! 1924