رغم أني لست من هواة الساحرة المستديرة كما يسمونها , ولا من عشاق الكوره كما يسميها جيراننا في الخليج , ولا من متابعي الماطش كما يسميها إخواننا المصريون , ولا من هواة الكبة باللفظ البلدي .... إلا أن المناسبة تشدني منذ اللحظة التي نلنا فيها الشرف العظيم بانتمائنا لمجلس التعاون الخليجي في هذا الجانب فقط الذي هو المجال الكروي , بينما خانتنا الحظوظ ولم نفز بالشرف الكامل عندما لم نحظ بالعضوية السياسية والاقتصادية ....إلخ. وهو الذي كان المكان الطبيعي لنا كما هو الوضع الجغرافي والتداخل التاريخي بين بلدنا وبلدان المجلس ....نجد أنفسنا داخلين في الخليج الكروي ولا أدري ما الحكمة من إدراجنا ضمن هذا المجمع وفي هذا المجال فقط ....هل لأن العملية لعبة في لعبه ولا تتعدى اللعبة , أم أن الهدف داخل في سياسة اللعبة ولعبة السياسة بدخول الفريق الهزيل في خضم التنافس كي ينال الخسارة تلو الخسارة ويعود أدراجه حاملاً على أكتافه عبئ الهزائم الكروية؟!
أوكي يعطي الفرص لكل الفرق التي تعاني من أزمة التوتر وحمى الصراع والتنافس والتقارب في الأداء فتسترخي من شد الأعصاب عند مباراتها مع المنتخب أو المنتحب اليمني (بالحاء المكسورة لا بالخاء ) ؟ للأسف فريقنا هو الفريق الوحيد الذي يهزم بأهداف تكاد تصل حد الأرقام القياسية في كل مشاركة كروية يجعلنا نتمنى أن لا يشترك في مباراة . ونتمنى أن لا يكون لدينا منتخب ولا اتحاد كروي ولا وزارة شباب ورياضة حتى يكون لدينا العذر في الاختفاء والتواري عن أنظار العالم وعندما لا تستطيع أقدام الفريق ركل الكرة وإيصالها لشباك المرمى فنحن متأكدون أنها ليست مكبلة بالقيود والسلاسل وليست مصابة بالشلل ..... ولكنها مكبلة بقيود المحسوبية والفساد الذي ينتشر في كل مكان ويغزوا كل مؤسسة وهيئة لا يسلم منه قطاع حكومي ولا مختلط ولا جمعية ولا مؤسسة ولا اتحاد كروي ولا غيره...
سيستمر الأداء الهزيل والمضحك لأن كل المشرفين على الجانب الكروي سواءً وزارة الشباب أو الاتحاد العام لكرة القدم لا يملكون ذرة حياء أو خجل , ولا ذرة من حس وطني أو كرامة وطنية ....لأن الذي يمتلك بعض الشعور الوطني ويتحمل المسؤولية لا يمكن أن يقبل بوضع كهذا ! فإما أن يقدم شيئاً للوطن وإما أن يقدم استقالته خصوصاً عندما يتكرر المشهد المخزي والمعيب في كل دورة كروية ويقدم فريقنا أداءً أسوأ من سابقه في كل مره ....ليس في ضمير هؤلاء النتائج والذي نعني بهم المسؤولين في الوزارات والاتحاد وليس من اهتمامهم النجاح والفوز ....المهم أن ترصد الميزانية وتستثمر الأموال بأيدي الفاسدين وتذهب معظمها إلى جيوبهم , ويستمتعون بالرحلات والسفريات تحت مسمى المعسكرات وألانشطة الرياضية التي يقضيها المعنيون بالأمر الذين هم الرياضيون في الفقر والإملاق , ويقضيها المتنفذون في فنادق الخمس نجوم وملحقاتها , وينتهي المطاف بالفريق بالهزائم ويذهب الفاسدون بالغنائم .
علي الربيعي
مبروك لفريقنا الهزائم الكروية في خليجي 21 1867