يتكرر السؤال لماذا تخسر منتخباتنا الوطنية؟!.. ولماذا نحن - دائمًا - في ذيل الترتيب؟!.. بل ولماذا الكرة اليمنية في تراجع مستمر؟!!.
وهي أسئلة – لا شك - تطرح نفسها من دون حاجة إلى من يطرحها خصوصا ونحن في زمن الفضاء المفتوح الذي شهد هجرة العيون إلى البطولات العربية والعالمية بحثا عن المتعة، ولم نعد نتذكر أن لدينا كرة في الوطن أو منتخبات تلعب باسمه، إلا مع المشاركات الخارجية التي لم تعد تجلب لنا إلا الويل والخسائر المتلاحقة والتخلف المتواصل الذي أوصل ترتيب كرتنا المتقدمة في النشأة إلى الذيل!.
وحالنا اليوم يذكرنا بمن يهتمون بموسم التشجير، ويحشدون له ماليا وإعلاميا وحكوميا، وفي يوم الاحتفال يتسابقون لغرس الأشجار أمام أضواء العدسات، ثم ينسونها لاحقا ليأتوا في العام القادم، وفي المناسبة نفسها لغرس أشجار أخرى في ذات المكان الذي ماتت وانتهت فيه أشجار العام الماضي!!، لأنها لم تجد من يهتم بها ويسقيها لتنمو!.
تتميز بلادنا بمقومات لا يملكها غيرنا في دول الجوار لبناء قاعدة كروية متميزة قادرة على صنع الإنجازات، لكنها تظل بحاجة إلى الاهتمام، والاهتمام ليس بالمال فقط، الاهتمام بعمل رؤية عمل قادرة على صنع التغيير في الواقع الرياضي عامة والكروي على وجه الخصوص، وهذا لن يتم إلا من خلال أمرين، الأول جعل الرياضة أهلية بعيدة عن سطوة الدولة وتنازعات الأحزاب السياسية، والثاني وجود عمل مؤسسي يعتمد على معيار المهنية والتخصص واحترام اللوائح.
وبدون ذلك سيظل حلمنا بوجود منتخبات وطنية مجرد سراب في سراب!، لأننا كمن يحاول بناء هرم بقاعدة مقلوبة، وهو المستحيل بعينه، لأن بلدا بدون رياضة أهلية حقيقية خالية من التدخلات لا يمكن أن ينتج منتخبات قادرة على الإبداع، والدليل اليوم إننا نهتم بمشاركة المنتخب الأول في خليجي 21، دون أن نلتفت إلى أن كل الدول المشاركة فيها بطولات محلية على مستوى فرق الكبار والشباب والناشئين، ونحن مازلنا منشغلين بأمور السفر، ومنهكين بصراعات الأشخاص، ومع ذلك فإننا نتحدث عن طموحات في خليجي 21، كلام لا يقبله منطق ولا يصدقه عقل فاهم، ويكشف سبب تخلفنا.
فرحان المنتصر
لهذا نحن متخلفون !! 1700