أجدني أعيش بين دهاليز طموحاتي الممزوجة باليأس وبين تفاؤل تحول إلى تشاؤم قسري لما آلت إلية وضع كرتينا اليمنية.. خصوصا والأيدلوجية الإدارية لاتحادها الذي مازال يعمل على الشاكلة نفسها التي تؤول إلى الفشل الذريع أولا وأخيرا مهما تعددت السياسات والأقنعة، وذلك ربما لأننا لم نستوعب أو ندرك مقومات الفشل المتكرر، ولم نفهم إبعاد النجاح القائم على الخطط الإستراتيجية والمنظومة الإيجابية الإدارية التي تكشف مكامن الأخطاء المتكررة بسهولة، وتعمل على تصحيحها وبناء قاعدة النجاح المأمول والسير على مساراته، ويمكن معه تشييد منتخبات وقاعدة رياضية ناهضة وعملاقة لأن المعضلة الحقيقية التي واجهتنا في الماضي مازالت تتكرر في الحاضر ومازلنا نعيش السيناريو نفسه، ولم يتحقق لكرتنا اليمنية ما نعتبره إنجازا باستثناء ناشئي 2003م، وهو ما يعتبره الكثير مجرد طفرة ليس إلا, لم تأت من كد الوزارة أو عرق الاتحاد وإنما أتت من حسن اختيار مواهب ناشئة لم يتم الحفاض عليها دون ذلك لا يوجد سوى الحسرة والندامة.. لكن بالمقابل حصدنا مصفوفة الفشل المتكرر والفاضح بالوقت ذاته وبقينا نكابد آلام فشلنا ووضعنا الحزين، وكأننا استشرفنا ما كتبته لنا الأقدار وعدَلنا عن البحث عن عوامل النهوض.

أحمد لوسيانو, زوران, محمود أبورجيلة, ميلان, رابح سعدان, محسن صالح, جوزيه ديمورايس, توم سينتيفيت سلسلة من المدربين الذين استقطبناهم ولم يضيفوا لكرتنا سوى الفضائح والعار قبلها.. ولكن باعتقادي الشخصي بأن المشكلة تكمن في المنظومة الإدارية التي سلمت للمدربين منتخبات تحتضر وتجاهلت الجانب الإعدادي واللياقي المتميز وليس في المدرب نفسه لأن المدرب مهامه تقتصر في صقل المواهب والتهيئة فقط إذا أتيحت له الظروف الملائمة لذلك, وليس إيجاد المستحيل.
مدرب منتخبنا اليمني الأول البلجيكي توم سينتيفيت أقسم أنه سيبني منتخبا لن يعرف سوى الفوز أو الخسارة في البطولات المقبلة ثم خاض تجربته الأولى في بطولة اتحاد غرب آسيا بثلاث خسائر متتالية تذيل بأثرها ترتيب المجموعة وخرج المنتخب خالي الوفاض وبدون نقاط وخاض العديد من المباريات الودية مع بعض الأندية المتواضعة حصد على أثرها العار والوبال، فتراجع عن تصريحاته النارية وانحرف عن المسار المرام إلية بينما المعنيون في الأمر بدأوا يمارسون الصمت والمجاملة الماكرة ويراهنون على الحظوظ المفرزة لنقطة يتيمة وأحيانا بدون.. في كثير من المشاركات..إما الآن وقد وضعتنا القرعة في كأس خليجي واحد وعشرين مع مجموعة حديدية إلى جوار منتخب الكويت والسعودية والعراق فإن المتابع للوضع المزري للمنتخب يتكهن بنتائج فاضحة ستضاف إلى التاريخ الأسود للكرة اليمنية, ولا أتوقع من عفاريت الجن التي انقضت على الكرة أنها وفرت تحصينات جديدة للمشاركة القادمة!! أو لديها رؤيتها الإستراتيجية للمدى البعيد، وستسعى بجدية تامة لإحداث نقلات نوعية ومنتخبات عملاقة.