اعتبره واهما غير مدركا لما يحدث على الساحة الكروية في اليمن وما يصاحبها من متاجرة علنية بسمعة الوطن من أقصاه إلى أقصاه بفضل ثقافة الهدم الكروي الذي خطه اتحاد العيسي حتى باتت الكرة اليمنية في المرتبة الـ(64) بعد المائة ولم يعد يقبع خلفنا إلا العيسي والشيطان ولا أدري من منهما يتقدم على الأخر في لائحة بلاتر.
نعم.. اعتبره واهما.. فمن يدغدغ مشاعره خلسة ببصيص من الفرح الكروي لمنتخبنا في خليجي المنامة الشهر القادم يعد غير قادر على ربط ما أحدثته آلة التدمير لاتحاد الندامة في الجسد الكروي اليمني حتى بات أشبه بمرضى الرعاش الذهني والجسدي في آن واحد.. ولا يقوى على الحركة.
فمنتخبنا الذي سقط في غرب آسيا أمام منتخبات أولمبية تحتضن بين طياتها لاعبين من الصف الثاني لن يقوى على الثبات أمام الأخضر السعودي بقيادة الهولندي فرانك ريكاردو.. ولن يستطع مقاومة أسود الرافدين.. وسيكون فريسة سهلة لأصحاب الأرض، وهذا ليس بنظرة تشاؤمية بقدر ما هي واقعية تثبتها معطيات اتحاد العيسي وجعبة البلجيكي توم ستنيف التكتيكية على الأرض ولا شك في ذلك بعد أن ظهرنا في غرب آسيا بنمط تكتيكي أعاد لنا ذكريات القرن الماضي عندما كنا نشاهد منتخبنا لا يحفظ من مربعات الملعب إلا الربع الرابع.
ولن تكون مكاتب العيسي للسفريات والسياحة في اتحاد الكرة لشراء الذمم عبر سماسرة متخصصين في مهارة تلميع الأحذية وما هو أدنى منها.. قادرة على حجب ما نحن مقبلون عليه من فضائح كروية ومن العيار الثقيل بغربال المهرج البلجيكي، فهو لم يعد يصلح ليكون كبش فداء خليجنا القادم .. فقد ذبح في الكويت في بطولة غرب آسيا وسقط قناعه التكتيكي ولم يعد في جعبته ما يمكن أن يمثل عصا سحرية قد تحفظ بعض ماء وجه الشيخ التاجر.
وهنا قد يسأل أحدهم ويقول ما السر في تمسك العيسي باتحاد فاشل لا يضيف له سوى مزيدا من الصداع وقلة راحة البال ؟! هنا سيأتي الجواب فاتحاد وجع الرأس للعيسي يمثل ستارة يتقي من خلالها ضربات موجعة قد توجه لنشاطه التجاري لو فتحت الصحافة النار على سر صفقاته بمختلف أنواعها وأصنافها بل وحتى ناقلات النفط والديزل من السعودية إلى قناة السويس والعودة بها إلى مصافي عدن وهذا لن يفهمه إلا العيسي والمقربين منه .
واتحاد الكرة يمثل له أيضا منجما لا غنى له عنه لإقامة علاقات كبيرة مع أمراء نفط الخليج وعقد صفقات تجارية ضخمة تعود عليه بالنفع .. ناهيك عن كونه شيكا مفتوحا لتوزيع الهبات والعطايا لمقربيه ومن لف لفهم .. ولكرتنا رب يتولاها برحمته.
ولذلك لا تستغربوا عدم تقديم العيسي لاستقالته من رئاسة اتحاد الكرة لو لم يكن مستفيدا منه ولو كان عكس ذلك لكان الرجل استقال منذ زمن مبكر .. وأما اسطوانة الداعم والممول فهي اسطوانة مشروخة يراد بها ذر الرماد على عيون البسطاء على اعتبار أن اتحاده يغرف من المال العام دون حسيب أو رقيب ولا داعي للمداهنة.
نعم يكفينا انتصارات وهمية لاتحاد ورقي لا نجدها ولا نسمع بها إلا على ظهراني الصحف المدفوعة الأجر مسبقا فأي كرة نتحدث عنها وأي اتحاد إن جاز لنا التعبير أن نطلق عليه مجازا مسمى إتحاد وشيخها الشاطر قادر على اللعب ببيضة أحلام البسطاء وحجر مصالحه وعلاقاته العامة لإبرام صفقات تجارية مربحة ولتذهب كرتنا للجحيم ما دام إتحاد الكرة همزة الوصل لبناء علاقات لا نظير لها مع أمراء الذهب الأسود بل وحتى ما وراء حدود الخليج العربي .
ماذا ترجون من بقايا منتخب محطم تماما أن يقدم في خليجي 21 بعد أيام ومسلسل العبث بسمعة الوطن مازال يلعب فيه العيسي دور البطولة من عاصمة خليجية إلى أخرى ولن ينسى التاريخ ما أحدثته معاول اتحاد العيسي من تدمير واضح للجسد الكروي برمته فإذا بنا نسير من سيء إلى أسوء .
أي نتاج كروي نحلم به وكرتنا باتت خاضعة لمسابقات سندوتشيه تقام كيفما اتفق وفي الوقت الضائع المهم أن تمضي وبقرة الصندوق تهز ضرعها بالأقساط القاسمة لظهر الرياضة اليمنية لتذهب مع الريح وتاجر الثورة جاهز لممارسة هوايته في التزيين بل وتلميع أحذية الدفيعة.
لن يكون البلجيكي ( توم ستنيف) .. (مهدي) .. العيسي المنتظر في خليجي 21 فعفن اتحاد العيسي الفاسد قد أعطب الكرة اليمنية وأخرجها عن الصلاحية ولم يعد بمقدور العيسي ومهرجي إتحاده ولو استعان حتى بضاربي الودع وقارئة الفنجان أن يصلحوا ما أفسده عطار الشيخ وسماسرته فالداء قد استفحل والبتر بات العلاج الناجع لإزالة العدو رقم (1) لكرتنا المغلوبة على أمرها.
الأرقام لا تكذب والحقائق واضحة كشمس ساطعة في كبد السماء والتاريخ سجله بات متخما بالنكسات الكروية وأرقام الشيكات البنكية تنزف بمستحقات الشباب والرياضيين في اليمن مبالغ طائلة تذهب أدراج رياح مكاتب العيسي وزمرة إتحاده المترهل بالعشوائية الإدارية والفوضى الفنية لا نظير لها والموسمية وفقا للحالة المزاجية لنفسية شيخ ( الكبه ) ولا ثمن على طاولة إتحاده لنجوم الكرة اليمنية ممن قدموا عصارة شبابهم عرقا في ملاعبنا على امتداد الوطن من أقصاه إلى أقصاه والدلائل لا تحصى .. شكرا لسعة صدوركم.
algaidani@gmail.com
محمد القيداني
العدو رقم (1) 1454