(الفرخ).. يحاول أن يكون (نسرا)!
حتى هذه اللحظة التي نمسك فيه القلم مازالت حواسنا مترددة، وتحاول حثنا على تركه!.. أسباب ترددنا ليس لها علاقة بالحوافز، أو تعود لدواعي السلامة، إنما تقف خلفها القناعة والتجربة.. ففي أحيان كثيرة نفتح مساحة فنتيح للقزم فرصة بأن يأخذ دورا أكبر من حجمه، ودون أن نشعر نجعل من (الفرخ) نسرا!.
في السياق نفسه.. فكرة التوقف عن الخوض في شئون النادي الأخضر من ناحية لكي لا تبدو الصورة مكررة ومملة، أو ينظر للأمر على أنه حسابات شخصية، ومن ناحية أخرى نزولا عند نصيحة صديق تقول خلاصتها: "جربوه.. عسى أن تجدوا في شحت النهر ما تبحثون عنه لسنوات في زبد البحر!، وعلى قاعدة ضربوا الأعور على عينه!".
ولكن الأمور (هرولت) عكس الاتجاه، فتوهم (المذنب) أنه (منقذ)، وبات علينا أن نختار.. إما أن ننحاز إلى الصمت كخيار أقل جهد وكلفة، أو نقف لنضع لهذا (السفه) حد!.
حمل عدد الأسبوع الماضي من صحيفة ((ماتش)) في طياته حوار صحفي لزميل (ماجد الطياشي)، وكان طرفه الآخر الأخ وسام معاوية، والذي نعتقد من وجهة نظرنا بأن الظروف البائسة والقرارات (الهزلية) قذفته في طريق (بيارق الهاشمي)، وقفزت به من لاعب (مشطوب) بقرار على ورقة مروسة بشعار النادي، ومذيلة بختمه، وبصمة (شيخه)، وبلغته في مقعد (مقهايه) إلى صهوة (الأخضر)، ونصبته بعد أيام من الحادثة رئيسا للجنة مؤقتة جديدة تدير نشاط (الوحدة العدني)!.
بعيد عن جهد الزميل (ماجد) الذي نحترمه.. نرى في هذا الحوار (هلوسة)، وهروب إلى الأمام، وحتى نضع أصابعنا على مكان الوجع سنبدأ من النقطة التي انتهاء الحديث بها حيث قال (الرئيس) للصحفي متوسلا: "أتمنى أن تقف معنا، فقد خذلنا كثير من الإعلاميين!"، نتصور أن العبارة التي ختم بها الحديث جاءت بصيغة رجاء لا تخلو من الانتهازية، وكرست لغرض انتزاع تعاطف الآخرين أكثر مما جسدت حرصه على مصلحة النادي.. هناك عبارة تقول: "إذا أعطيت الجاهل بندقية، فقد يطلق النار على قدميه!".. إن المنطق الذي سعى من خلاله إلى تدعيم مواقفه لم يسعفه بل على العكس نحسبه دليل إدانة يعلق الجرس على رقبته، ولا نشك أن حجة الحق قوية، وأن لغة الاستجداء وسيلة ضعف لا تبرر اللجوء إليها غير الغاية المشبوهة!.
لا تغوينا الأزمات أو نميل للتعميم.. (بس أريد منكم أن تفهموا أيش برأسي).. استطيع أن أعلن أصالة عن نفسي، ونيابة عن جميع الشرفاء في هذه البلد أننا لا نعير ضمير القلم للقبح، أو نسخر أمانة الكلمة لمنكر.. أن شخص نعرف اسمه قبل أن تفقس (بيضته)، وحاضره وكل سطر (لزج) ونقطة وفاصلة (متعفنة) في سيرته، وسر (الخربشة) على هامش صفحته.. وشخص أمسى ساهرا على (كنبة) الشيخ إلى الفجر ينفخ في كير (المؤامرة)، وأصبح يحشد تلاميذ المدارس، ويعلم الجميع أنه واحد من الذين دبروا لـ(صفقة) الانتخابات، واشتركوا في (فضحية) العشر الدقائق الشهيرة، وعلى وشك أن تدينه المحكمة.. إذا اعتقد أنه وجد من ينصت لدجله فارتفعت معنوياته، وتوهم أنه يستطيع تمرير مغالطاته، فهو إنسان غير سوي يعزل نفسه عن الواقع!.. فمن المضحك و المبكي معا بعد أن خربها وقعد على تلها يخرج على الملأ (محشرا) مدفعا على حقوق النادي المهدورة، يسأل الناس ليباركوا دعوته، ويعتنقوا مذهبه، ويتبعوا ملته!.. لا نستبعد بأن من أوحى له بهذه (البهرره) لا يكن له مشاعر ود، فإن كان يحبه لنصحه بنزع الثوب الفضفاض لعله يحفظ ما تبقى من ماء وجهه!.
أصبح البعض يكذب بحكم العادة، ويصدق كذبته.. فمن يعتقد أن مدينة (الشيخ عثمان) هرمت، ولم تعد تحيض، واقتصرت سلالتها على (بيضة الديك) كائن بليد، فهذه المدينة التي جحدوا ماضيها وتقاليدها تكتنز بيوتها عائلات، وشخصيات محترمة تأبى أن تكون (بردعة)، أو تزحف من خرم (الشيخ)، وتتزحلق من (صلعة) مدير، وتتسلل من ثغرة وزير منشغل بموالد التكريمات، وهمه الأول إطعام الأفواه لتستحي العيون، وتتلعثم الألسن!.. قد نتفق بأن العمر ليس مقياس للقيادة، ولكن من شروط القائد الناجح والمحنك أن يكون قدوة حسنة، ويتمتع بسيرة وذمة مشرفة، وفي أسوأ الظروف يسيطر على شهواته، فمن يتخبط ويجعله سعاره يعض في نزاهة الآخرين يستحق أن يعرى ويجلد ليعود إلى رشده أكثر من حاجته إلى دعم!.
إن سياسة الفساد جرفت الأخضر، ومسخت عراقته، وأصبح النادي في أمس الحاجة لمن ينصفه، والاصطفاف خلفه، ولكن (العبيط) وحده من يصدق بأن جماعة من المحتالين لا يملكون شرعية يمكن أن يكونوا وجه مشرف لنادي، و(الهبل) بعينه إذا اعتقدنا بأن من طعنوا النادي في ظهره يحرصون على مصلحه!.. الأصول تقول أن الذي تلاحقه الشبهات لا يتجرأ، ويرفع عينه من التراب.. يا قهري على زمن يحمل فيه الفاسد مشعل!.. ولكن لسنا وحدنا.. إن جميع الشرفاء لا يساورهم شك بأن الزحمة والضجيج الذي آثارها (الفرخ) لا تتعدى محاولة لهش الذباب من على أنفه!.
مهما ارتفع صوت النباح ستظل القافلة تسير.. الأخ خالد الخليفي شخصية تحظى باحترام الوطن، ورجل معدنه النفيس يجعله يحتفظ بقيمته، ولا ينتظر جنود تتخندق خلفه، وتشد أزره، ونحن على ثقة لا تتزحزح بأن (السفه) لن يهز شعره في رأسه، فاللئيم يبحث في نجاح الآخرين عن سبب لينتقم لحقده وفشله!.. أن كانت التبريرات لا تعنينا، ولا نتخذها معيار يرجح كفتنا، ولكن نعتقد أن الحكم على سلوك (الفرخ) لا يحتاج إلى (فشفشه) فأي تلميذ فاشل سيدرك أن عقوقه يجعله عدو نفسه، وغير جدير بالثقة، وجعل الجميع ينفضون من حوله، وينفرون منه!.
المحرر: "كتب المقال قبل صدور حكم المحكمة في قضية وحدة عدن".
ياسر الأعسم
الفرخ.. يحاول أن يكون نسرا! 2012