كنا في صنعاء، برفقة الزميل شفيع العبد، و كابتن صمود شبوة السابق النجم الخلوق محمد جازع احمد، وضمتنا جلسة عابرة مع البرلماني الشبواني ناصر باجيل، في حضرة نجوم اتحاد الكرة اليمني (الكبار)، الشيخ سالم العزاني، والشيخ حسين الشريف، بعد انتخابات الاتحاد التي شهدت ظهور نجم رئيس الاتحاد الحالي، الشيخ احمد العيسي، في تلك الجلسة كان الحديث جله عن الانتخابات، وما رافقها من سيناريو محكم ترتيبه، ومعروفة نتائجها مسبقاً، كان الشريف مبتسماً، لكن ابتسامته (عطّلتها) كلمة من عزيزي شفيع- صاحب اللسان السليط- قال "ديمة وخلفنا بابها"!! في إشارة للاتحاد السابق واللاحق، ما سبّب امتعاضاً له، ووجه حديثه لباجيل، "صاحبك غلط علينا، هذا قصر وليس ديمة"! يقصد قصرهم الجديد (العيسي واتحاده) البعيد كل البعد عن كرة القدم وفنونها، وقدسيتها، ومنافساتها.
مرت السنوات، وتجددت الانتخابات، واحكم العيسي قبضته الحديدية على مفاصل الاتحاد واللعبة ككل، ومع كل قبضة وتصدير سؤ، ازدادت التخبطات، ومعها، ولجت الكرة اليمنية في سراديب الخزي والعار، خارجياً، أما محلياً، فتحوّل الدوري العام لكرة القدم، إلى سوق (حراج) كله بحسابه، ومن يمتلك علاقات جيدة بمشايخ الكرة، لا يخاف الهبوط، والسقوط، في دوري تحكمه (التليفونات)، بعيداً عن التنافس الشريف، وتقديس معنى الرياضة فن وأخلاق، وبكل أسف أنتفت الفنون، وصارت الأخلاق عملة نادرة، في زمن العيسي وشلته، (بتاعت) القصر العالي! ولا ننسى سقوط وانحطاط أخلاق الإعلام الرياضي- إلا من رحم ربي- صناعته بامتياز!
أي قصر يا شيخ حسين؟ وأنت ترى ما ترى، بذمتك هل هذه كرة؟ هل هذا مستوى يليق بالكرة اليمنية وهي تشارك –كاسحة- عظامها هشة، لا تقوى على المقاومة إطلاقاً؟!!
كم سقطات وهزات عنيفة، زلزلت الوسط والجمهور الرياضي، لم تهز شعرة في رأس الاتحاد وشلة (حسب الله)، كم من مطالبات بإقالة الاتحاد، ومحاكمته على مهازله وفضائحه، ما هو الشيء الجميل في جسد الاتحاد، غير ما هو قبيح؟!!
أخر مهازل الاتحاد التعاقد مع مدرب (مجنون) اسمه (توم)، فرحان جداً، لخروج المنتخب اليمني بثلاث خسائر من بطولة غرب آسيا، وبأهداف معدودة، لا يقارنها مع سابقاتها، وهذا (العبيط) يريد الضحك علينا، فتلك المنتخبات لعبت بالصف الثاني، والمستوى اليمني هو هو، والطريقة الدفاعية المميتة هي السائدة...وسترون ما هو أفدح في المعمعة الخليجية بعد أيام معدودة، وكله بسبب الاتحاد، و (خبيبي) توم، صاحب قرني الاستشعار!
أثبت الاتحاد اليمني لكرة القدم، قولاً وفعلاً، إنه اتحاد (زريبة) ومن الجرم جلوسه في ذلك المكان الأنيق (مبنى جول)، وعليه أن يبحث عن مكانه الفعلي، بعيداً عن القصور العالية، فهناك مكانه، حتى يأتي الله بأمر كان مفعولاً..ويا صنعاء دوري دوري
علي سالم بن يحيى
الزريبة.. والقصر العالي! 2001