قبل حوالي سنة من اليوم كان الوزير معمر الإرياني حريص على الطيران من صنعاء إلى عدن لحضور اختتام بطولة الاستقلال للتنس التي رعتها مصافي عدن مع أنه لم يكن قد عرق بعد على مقعده الوزاري الجديد، وقد أثار حضوره حالة من التفاؤل لدى من حضر الاختتام بعهد جديد لوزارة صنعاء، عهد تتفاعل فيه إيجابيا مع كل أحداث رياضة الوطن وهمومها، خصوصا بعد أن شطح الوزير بوعده الذي ذهب مع الريح عن عزمه انشاء قرية أولمبية مصغرة في مدينة البريقة بالشراكة مع المصافي.
افتتاحية وزارية رائعة فتحت الباب لآمال عريضة توقع المتابعون من خلالها أن يكون الوزير الشاب أكثر قربا من رياضة عدن لما لها من بعد وطني وثقل تاريخي وعمق استراتيجي لا يمكن إغفاله في التخطيط لأي تطور رياضي منشود، لكنها آمال تبددت وأحلام تلاشت مع مرور الايام والأشهر على فروع الوزارات في المحافظة عدن وغيرها من محافظات الوطن في حراك إيجابي كله يصب في خانة نجاح الرجل الأول لكل وزارة – غير الرياضة - في أحداث التغيير المنتظر مقابل جمود حال ووضع رياضة عدن ومكتبها مستمر في قيادتها نحو التراجع والفشل الذي سحب نفسه على رياضة الوطن بشكل عام، لأن عدن هي قلب الرياضة اليمنية.
وفي حين كانت مكاتب الوزارة تتلهف لاستقبال الوزراء في زيارتهم الميدانية الخاصة لعدن أو على هامش اجتماعات الحكومة فيها كان وزيرنا الإرياني يبحث عن أقصر طرق العودة إلى صنعاء هربا من استحقاقات الوقوف أمام مشاكل رياضة عدن التي تحولت أنديتها في عهده إلى أطلال أندية تبحث عن شرعيتها في المحاكم والنيابة وأروقة الجهاز المركزي للرقابة.
في عهد معاليه انتقلت أندية عدن وفروع الألعاب الرياضية من الإدارات اللا شرعية إلى أندية وفروع بلا إدارات من الأساس كنتاج للممارسات العبثية لليماني المسكوت عنها من قبل الوزير، فيما سمي بالانتخابات الرياضية التي فصلها اليماني كما يشتهي الوزارن ومرر نتائجها غصبا عن الوزارة واللوائح والجمعيات العمومية لينتج لنا واقع غير شرعي، وما يمكن وصفه بالوليد المشوه عبر إدارات النيدو في بعض الأندية، ويترك كيان مثل التلال خارج نطاق الخدمة باحثا عن وزير قوي قادر على منحه حقه من الاهتمام.
طبعا ليست المرة الأولى التي أكتب فيها عن الوزير الإرياني ولن تكون الأخيرة، لكني أتمنى بل أرجو منه القيام بمهامه كوزير والتصدي للمشاكل الواضحة في رياضة عدن، لأن عدن غير، وستظل رياضة عدن المقياس الحقيقي لنجاحه أو فشله، عليه أن يكون صادقا مع نفسه وحريصا على أن يعطي رياضة عدن حقها من الاهتمام، لأنها تستحق ذلك، ولأنني مازلت آمل أن ألمس بصمته الإيجابية على رياضة عدن خاصة واليمن عامة.